بقلم: نبيل الكثيري – أبوظبي
بلغت نسبة الأمية في الوطن العربي في عام 2014 ميلادي حوالي 19% من إجماليّ السكان، وبلغ عدد الأميين نحو 96 مليون نسمة، ويعد الثامن 8 من يناير من كل عام “يوم محو الأمية العربية”، الذي يبدو لي أن لا جدوى فعلية من جهود القائمين علي ذلك المحو طالما أن الأعداد تزداد كل عام، ووفق إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو ) أن أعداد الأميين نفسها لا زالت في ارتفاع. وتبلغ نسبة الإناث من الأميين حوالي 60 إلى 80%، وتبلغ نسبة الأمية بين الذكور في الوطن العربي 25%، وبين الإناث 46%.
تلك إحصائيات متفق عليها قد تزيد أو تقل حسب رؤية المستطلعين والذين للأسف لا يستطيعون تحديد أو مقاربة عدد المصابين بالأمية الفكرية في وطننا العربي، لقد ازداد عددهم واصبحوا يشكلون أكثرية حتى صار لهم قادة ومنظرين ومفتيين رسميين ودول تحتضنهم وتوفر لهم الإمكانيات المالية والدعم الرسمي لينشروا تخلفهم الفكري عبر قنواتهم الإعلامية الضحلة على كافة الشعوب العربية.
وفي هذا العصر تقود دويلة قطر رعاع التخلف والأمية الفكرية وتزود الإرهابيين والمتطرفين بالمال والسلاح بالاشتراك مع حليفتها الدولة الشريفة ايران التي استطاعت خلال عقدين من الزمن من تصدير ثورتها الهمجية لعدد كبير من الدول منها العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا.
الأمية الفكرية أصبحت الهاجس الذي يقلق الشعوب العربية والدول المحبة للخير والسلام، فكل فترة من الزمن يتقلقل إخوان الشياطين وفكرهم الهدام في أماكن وبقاع مختلفة من الوطن العربي حتى لا يتم محاصرتهم في مكان محدد، ولا يحتاجون لوقت طويل لإقناع الجهلاء بصدق دعوتهم والانضمام اليهم وتنفيذ مشاريعهم الفكرية والإرهابية.
لن تتوقف تلك الهجمات الهمجية والإرهابية على شعوبنا العربية إلا أن استطعنا تطوير مناهجنا التعليمية لتكون اكثر حداثة بعيدا عن الإنشاء التقليدي، وان نرسل سفراء التعليم في مهمات حقيقية للقرى والوديان والصحارى والجبال لأخذ بيد أبناء تلك المناطق وتعليمهم دراسيا وفكريا بالمشاركة مع إقامة مشاريع اقتصادية وخدمية مفيدة لتلك المناطق وأهلها.