أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تكرس يوماً بعد يوم مكانتها العالمية كحاضنة للأفكار والرؤى المستقبلية التي تهدف إلى بناء إنسان أفضل ومجتمع يذخر بالمعارف والعلوم والثقافة.
جاء ذلك في تصريح لسموه بمناسبة الدورة الثانية لمنتدى المعلمين «قدوة» 2017 والذي تنطلق فعالياته السبت المقبل في أبوظبي تحت شعار «التعليم من أجل المستقبل»، وسيحضر سموه فعاليات اليوم الأول من المنتدى حسبما أعلن عن ذلك مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي.
وقال سموه: «لن نألو جهداً في دعم شبابنا لاستكشاف طاقاتهم وإمكاناتهم الإبداعية، وسنستمر في سعينا لتمكينهم بكافة مقومات النجاح والتميز ليكونوا ذخراً للوطن ويساهموا في مسيرة التطور والازدهار وبناء مستقبل أفضل».
وشدد على أهمية منتدى المعلمين الدولي في إعطاء الأولوية للمعلم الذي لن يتغير دوره كقدوة للأجيال مهما قدمت التكنولوجيا والعلوم من وسائل وتقنيات لتسهيل العملية التعليمية، فتلك الوسائل بالرغم من أهميتها وضرورتها إلا أنها ليست إلا أدوات لتمكين المعلم من مقاربة الجيل الجديد لاكتساب المعرفة، وسيبقى الجيل الجديد في حاجة إلى نموذج إنساني يغرس فيه القيم والأخلاق ويحفزه على الإبداع والمساهمة للارتقاء بمجتمعه ووطنه.
ونوّه سموه برسالة المنتدى وأهدافه التي تعبر عن نهج دولة الإمارات في بناء مجتمع المعرفة والسلام الذي يدرك مهامه ومسؤولياته على مستوى العالم في المشاركة بتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تسعى إليها الأمم.
وأعلن مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، سيحضر فعاليات اليوم الأول من لمنتدى المعلمين قدوة، وسيتوجه سموه بكلمة رئيسية إلى 900 معلم جاؤوا من 80 بلداً للمشاركة في الحوار العالمي الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
ويتصدر قائمة المتحدثين خلال فعاليات قدوة 2017، نخبة من المسؤولين المحليين الذين يسلطون الضوء على أبرز إنجازات دولة الإمارات في قطاع التعليم انسجاماً مع الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021، حيث تطرح في اليوم الأول معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، دور المعلمين في صياغة مبادرات تسهم في إثراء المحتوى الثقافي والعلمي للبرنامج الوطني للتسامح.
ويتحدث معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، عن التقدم الذي أحرزته الإمارات من قيامها إلى اليوم في تطوير المنظومة التعليمية.
وضمن جلسات بعنوان لقاء مع قدوة تتحدث معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عن كيفية تمكين الطلبة من مهارات التفكير النقدي والابتكار والثقافة في ظل الثورة الرقمية.
وفي اليوم الثاني من المنتدى، تشارك معالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، في جلسة رئيسية حول التكافؤ في فرص التعليم لتحقيق الهدف الرابع من الأجندة العالمية للتنمية المستدامة، حيث تستضيف الجلسة أيضاً جوليا جيلارد، رئيس مجلس إدارة هيئة الشراكة العالمية من أجل التعليم، ورئيسة وزراء أستراليا السابقة، كذلك تشارك من دولة الإمارات، الدكتورة أمل بلهول، مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات، رؤيتها حول دور المعلمين في إرساء ثقافة المواطنة المسؤولة والانتماء إلى الهوية لدى الطلبة.
وتشمل قائمة المتحدثين مايكل هورن، الشريك المؤسس لمعهد كلايتون كريستنسن للابتكار في الولايات المتحدة الأميركية والذي سيتحدث في اليوم الأول عن التعليم من أجل المستقبل وكيفية ابتكار أساليب التعليم، فيما يفتتح فعاليات اليوم الثاني رون كلارك، مؤسس أكاديمية رون كلارك في الولايات المتحدة الأميركية والذي سيركز في كلمته على أهمية إرساء بيئة تعليمية تشكل قدوة للعالم بحيث تتيح المجال للإبداع من دون أن تتخلى عن مبادئ الانضباط الأكاديمي.
وضمن جلسات قصص ملهمة، يقدم دالتون ماكغنتي رئيس الوزراء الأسبق لمقاطعة أونتاريو الكندية، لمحة عن مسيرته في التعليم والتغييرات المطلوبة على المستوى الحكومي وفي المدارس من أجل الارتقاء بالتعليم.
أما فيكتور أوشن، مؤسس شبكة مبادرة شباب أفريقيا في أوغندا فيشارك الحضور رؤيته حول دور المعلمين في تحفيز الجيل الجديد على نشر قيم العدالة والسلام، فيما يناقش الدكتور نايف المطوع، البروفسور في علم النفس السريري، ومؤسس مركز السور للعلاج النفسي والسلوكي والإدراكي في الكويت، كيفية إعداد محتوى ثقافي يحاكي جيل الطلبة في ظل هيمنة وسائل الترفيه المتنوعة.
ويتحدث عمر سمرة، رائد الأعمال المصري وسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة عن دور المعلمين في إلهام الطلبة لاستكشاف طاقاتهم خارج أسوار المدرسة، كذلك تشارك أجيلكي بابا المتخصصة في علم النفس التربوي، تجربتها في إيجاد حلول لتحديات عسر القراءة.
وضمن جلسات «حلقة مع الخبراء» يتحدث كل من دانيال ليرنر، مؤلف أكثر الكتب مبيعاً في العالم والمدرس في جامعة نيويورك عن تقنيات علم النفس الإيجابي في تمكين المعلمين من تحويل الصفوف المدرسية إلى مصدر للسعادة، والدكتور رمزي مسلم، مدرس العلوم في أكاديمية سوناما الأميركية، الذي يناقش كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لإثارة الفضول لدى الطلبة وتحفيزهم على التعلم. وحول تحفيز الطلبة على اكتساب الشغف بالقراءة تطرح إرييل ساكس، المعلمة وصاحبة الموقع الإلكتروني المتخصص في التعليم، كيفية الجمع بين نظريات محو الأمية وأساليب التعليم من أجل تطوير مهارات القراءة لدى الطلبة.
كذلك تشارك في جلسات «حلقة مع الخبراء» كل من هيذر روي، المدربة المعتمدة لدى غوغل المسؤولة عن تعليم التكنولوجيا وتدريب المعلمين في المدرسة الأميركية بدبي، ورانيا هادي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا للتعليم في غوغل، حيث تطرحان برامج غوغل للتطوير المهني.
وتتضمن الجلسات لقاءات مع جان بيتر أوس ديم مور، الشريك المعاون في ماكنزي وشركاه وكارين عكر، مديرة في ماكنزي وشركائه حيث تتم مناقشة البرامج التربوية التي تساهم في صقل مهارات الطلبة وإعداد حصص دراسية تحقق أفضل النتائج.وتطرح الدكتورة ميشيل بوربا، المتخصصة في علم النفس التربوي من الولايات المتحدة الأميركية ممارسات عملية لتمكين المعلمين من صقل السمات الشخصية للطلبة.
ويتضمن المنتدى جلسات متنوعة «حوار المعلمين» بالتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.