شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، صباح أمس، في قاعة المدينة الجامعية حفل انطلاق فعاليات الدورة 17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي «السّيَرِ والملاحم»، والذي يقام بتنظيم من معهد الشارقة للتراث، بمشاركة 117 راوياً وخبيراً في مجال التراث الإنساني من أكثر من 25 دولة.
وجال سموه على المعرض المصاحب الذي تضمن تشكيلة مميزة ولافتة من الأعمال التي تعكس مكانة وأهمية التراث والحكاية الشعبية والسير والملاحم، وأهمية الرواة ودورهم ومكانتهم ككنوز بشرية حية.
وحلت دولة الكويت ضيف شرف الملتقى لهذا العام، لما تتمتّعُ به من رصيدٍ كبيرٍ في التراث الثقافي، وخاصة في مجال التراث البحري ممثلاً في أبحاث ودراسات وإصدارات الدكتور يعقوب الحجي، وتخلل حفل الافتتاح فقرة فنية بعنوان «سرد حكاية» من التراث الجزائري، وعرض فلم وثائقي يسلط الضوء على إنجازات ملتقى الشارقة الدولي للراوي وأبرز الشخصيات المحتفى بها في الدورات السابقة.
وأشار الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى لمكانة الرواة والارث الشفهي الذي تركه الأجداد وقال: تفوح النسمات العطرة والذكريات العبقة لرواتنا الأفذاذ، الذين فارقتنا أرواحهم بعد أن تركوا مخزوناً ثرياً وكماً هائلاً من المعلومات التراثية والمعارف الشعبية الغنية، ووضعوا بصمةً ستبقى خالدةً ما تعاقبت الأزمان.
وتابع المسلم: هذا بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وتوجيهاته السامية الرامية إلى خدمة التراث وحفظه وصونه من الضياع والاندثار، وتسخير كافة الجهود الكفيلة بذلك، وما هذا الملتقى الذي نلتقي اليوم في ظلاله الوارفة إلا برهان ساطع على ذلك التوجّه.
حيث تختزل مسيرة ملتقى الراوي سنواتٍ عديدة من العمل الثقافي، الذي بوّأ التراثَ الثقافي وحملته المكانة الكبيرة التي يستحقونها، وجعل من الشارقة أنموذجاً رائداً يحتذى به.
ويحتفى به في المحافل الدولية، كما أنه يعيدنا إلى الشرارة الأولى التي واكبت انطلاق برنامج الراوي، الذي كان الشمعة التي أضاءت سيرة الرواة وأنارت دروب التراث المظلمة، وأعادت للرواة الاعتبار الذي يليق بهم، وبخاصة رواة الإمارات والخليج العربي.
بعدها كرم سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، يرافقه الدكتور عبد العزيز المسلم، الشخصيات المحتفى بها في هذه الدورة، وهم: الدكتور يعقوب يوسف الحجي، والمؤرخ عمران بن سالم العويس، والشاعر محمد عبدالله بن حارب المهيري، والرواة: خلف محمد سعيد الوالي، وسالم بن سعيد المعيل الكتبي، وخلفان بن سعيد الكتبي.
وقال هاني عبدالرزاق العسعوسي رئيس الجمعية الكويتية للتراث: نحن في بيتنا الأول بالشارقة حضرنا بدعوة كريمة لتكريم الدكتور يعقوب الحجي والذي اصدر «روزنامات» عن النواخذه الكويتيين الذين لديهم مكاتبات في السفر وأهوالها وقد سطرها عن طريق «الروزنامات» بمعهد البحوث والدراسات الكويتية.
كما أن هناك مجموعة متحدثين مشاركين وهم الدكتور عايد الجريد وصالح المسباح وفهد عبدالجليل والدكتور عادل الكسادي، وسيتحدثون عن الشخصية المكرمة لهذا العام وهو الدكتور يعقوب الحجي ودوره وأهم إصداراته من كتيبات وأعمال جليلة لاتزال تدرس وأصبح لنا مرجعاً في هذا الشأن، وهي مفخرة لدولة خليجية مهتمة بإرث الخليج ككل.
والتكريم يمثل لنا وساماً على صدورنا، والدكتور شخصية فذة وذكية، وبالرغم من إصداراته المهمة إلا انه شخص متواضع بالرغم من مؤلفاته الكثيرة والقيمة.
تبدأ فعاليات المواقع الخارجية في اليوم الأول مع قراءة منوعة للحكايات، تقدمها لطيفة بطي في مركز الطفل بحلوان، إضافة الى مركز سجايا القراين مع ورشة النقش على الفضة، يقدمها نجيب الخروبي، وسوف يسعد زوار ميغا مول الشارقة بعرض حكواتي، والفرقة الإيطالية.
ومسرح صقلية للدمى، وورشة فن الأوريغامي، أما عشاق وزوار واجهة المجاز المائية فيكون من نصيبهم متابعة عرض حكواتي، وعزف على الناي، ومسرح عرائس السيرة الهلالية، إضافة الى الندوة العلمية التي تتضمن جلسات عديدة تناقش قضايا متنوعة ومهمة، ويتم عرض الكثير من أوراق العمل فيها.