حين اختار بعض الشباب الحالم أن يرى بيروت بعيون مختلفة اصطفى جدرانها وتسلح بحسهّ الفني، وامتشق ريشة أحلامه وأمانيه فطبع الحيطان بخطوط عبرت بصدقية لفتت أنظار العالم، واستدعت صحيفة «غارديان» اللندنية تخصيص صفحتها لاستعراض الخطوة الجمالية تحت عنوان «بيروت أجمل على الدراجة الهوائية: فن الشوارع يعيد إنتاج مشهدية المدينة المكتظة بالصور».

إنها دعوة مفتوحة ومرسومة على شكل غرافيتي تحض أبناء العاصمة اللبنانية من كل الأعمار للتحول نحو مجتمع صديق للدراجات الهوائية، والانضمام إلى دورات تعلم المجتمعات المحلية بشقيها الشاب والمسنّ الرسم على الجدران.

ووصفت زينة هوا، الشريك المؤسس لـ«فريق تأثير» حامل لواء الحملة الوضع بالقول: «يعزو غالبية الناس أسباب امتناعهم عن ركوب الدراجات الهوائية إلى غياب البنى التحتية المناسبة لذلك، ولأساليب القيادة غير المتوقعة. إلا أن هناك عدداً من العوامل التي تحض أبناء المدينة على قيادة الدراجات فهي رخيصة الثمن، سريعة، وعملية في حين أن وسائل المواصلات العامة قد تكون باهظة».

«عجقة..صفّة..مصروف؟ سوق بسكليت اعمل معروف» بهذه الكلمات البسيطة اختار خطاط الغرافيتي غالب حويلا التوجه إلى المواطن بالسؤال عما إذا كان يعاني من الازدحام وغياب مواقف السيارات وارتفاع النفقات، ويطالبه رجاءً بالانتقال لقيادة الدراجات الهوائية.

ويذكر أن غالبية الجداريات تتركز في المناطق التي تشهد شوارعها اكتظاظاً وزحمةً خانقتين، وتبرز هنا جملة تحفيزية على جدار يرادف معناها اختصار وقت الوصول وتقول: «لو كنت عالبسكليت كنت وصلت عالبيت من زمان».

وتضيف زينة بأن المواطنين ليسوا معتادين فكرة ركوب الدراجات الهوائية كخيار للتنقل، وإنه غالباً ما تندرج الخطوة في إطار الأنشطة الرياضية والمتعة، ليس إلا.