إنّها الثامنة صباحاً من نهار الثلاثاء في صف المحادثة الشفهيّة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة دخل كلّ الطلاب وأخذوا أماكنهم وبدأت المحادثات والمناقشات .

تعوّد الطلاب على استغلال الوقت الضائع في سرد الأحاديث او مراجعة موادهم قبل دخول استاذ المادّة ولكن عندما دخل سرعان ما ساد جوٌّ من الصمت وكأنني انتقلت بكبسة زرّ من جوّ الضجيج إلى جوّ الهدوء .ألقى التحيّة الصباحيّة ووضع أغراضه على مكتبه كان الأستاذ في العقد الثلاثين من العمر لديه نظرة حاذقة ويمشي بطريقة عسكريّة ضحكَ نصف ابتسامة نظر قليلاً مصوّباً وجهه نحونا ثمّ قال
حسناً سوف نؤجّل التقييم اليوم إلى يوم غد
واليوم سوف نلعب كلّنا لعبة اخترتها لكم .
أمّا قواعد اللعبة فهي السريّة .
سوف أقول شيئاً لأمير وأهمس ما قلت في أذنه دون أن يسمعني أحد وهو بدوره سوف يمرّرُ ماقلت إلى زميله بنفس الأسلوب مع الحفاظ على السريّة إلى أن تصل الرسالة إلى آخر تلميذ في الصف .
أجاب الكلّ حسناً
وبالفعل مُرّرت الرسالة دون أن يسمع أحد مضمونها
إلى أن وصلت إلى الطالب الأخير .
ثم طلب الأستاذ من التلميذ الأخير أن يفصح عن مضمون الرسالة بصوتٍ عالٍ
ذُهِلَ التلاميذ كلّهم وضحكَ الأستاذ
ثمّ أضاف :هل فهمتم مضمون الرسالة؟

بقلم الاديبة : ميساء ماجد