مشيت بظلمة حالكة في هذا العالم الكبير

تائها ضائقا أجر خلفي ذيل همي وأحزاني

فقابلني ظالم في غربتي وسرق المال الوفير

تراكمت همومي ولا أدري لأي كربة أداري

و أمسكتْ الآلام بيدي فسحبتني لأصبح لها أسير

كيف لي أن أعيش  بدون مال وقد تركت أهلي وداري

عطشت وجفّ ريقي ولكن ليس بيدي أي تدبير

و شَقّ الشوك قدمي بعد أن تمزق حذائي

نظرت فإذا بفاكهة وحيدة تفوح منها رائحة العبير

مددت يدي لآخذها  بفرح  فتدحرجت الى مياه مجاري

ودعتها بحرقة و حالتي يشفق عليها   الفقير

جلست باكياً أعزف بالحزن لحن أوتاري

بعد تركي لموطني ما فائدة أن أكون حسير

تيقظت فجأة فإذا بي غريق بأحلامي

فقد كنت نائما بهناء فوق ذاك السرير

و استيقظت على صوت ضحكات والديً وأخواني

فقلت بداخلي مبتسما ماهذا الحلم و أنا أتمدد على سرير من حرير

يا نفسي انظري الى هذه النِعم و لاتجحدي ما لديك .. حذاري

فهناك الفقير الجائع وهناك من بتعبه و مرضه أسير

و من الأقدار والمصائب لا تحزني  ولا تجزعي

و رددي دوما و أبدا الحمدلله العلي القدير

بقلم: وصال عبداللطيف هوساوي