وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي اتفاقيتي تعاون مع منظمة الصحة العالمية ضمن مبادرة «نحن نرعاكم» لتطوير القطاع الصحي في اليمن وتنفيذ مشاريع صحية وإنسانية جديدة وتوفير الرعاية الطبية اللازمة عبر أربعة محاور أساسية تشمل الوقاية والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة وتأهيل الكوادر الطبية.
فيما أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن الإمارات تستعد الآن للمرحلة الأهم وهي مرحلة تأهيل البنية التحتية التي طالتها أيدي الخراب والدمار خاصة في المجال الصحي في اليمن.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي قُدماً في تنفيذ مبادراتها التنموية والإنسانية لتخفيف المعاناة على الساحة اليمنية.
وقال سموه إن الإمارات وقيادتها الرشيدة آلت على نفسها الوقوف بقوة في وجه التحديات التي تجابه الأشقاء في اليمن وتعزيز مجالات التضامن الإنساني معهم في مختلف مجالات الحياة الضرورية، مشددا على أهمية الدور الذي يضطلع به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تعزيز مجالات الاستجابة الإنسانية للأوضاع في اليمن.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في تصريح بمناسبة توقيع دولة الإمارات ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي اتفاقيتي تعاون مع منظمة الصحة العالمية لتطوير القطاع الصحي في اليمن وتنفيذ مشاريع صحية وإنسانية جديدة أن هذه المشاريع تأتي امتدادا للمبادرات التنموية التي تضطلع بها الإمارات في اليمن انطلاقا من اهتمام قيادة الدولة الرشيدة بالأوضاع الإنسانية السائدة على الساحة اليمنية وحرصها الشديد على تحسينها والحد من تداعياتها وتأثيرها المباشر على حياة المدنيين والفئات الأشد احتياجا.
وشدد سموه على التزام الإمارات قيادة وشعبا بنهجها التضامني مع أوضاع الأشقاء اليمنيين تقديرا للمسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها وتحقيقا لتطلعاتها في تجاوز ظروف المحنة الراهنة.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد إن تداعيات الأحداث الجارية في اليمن فاقمت من أوضاع المتأثرين وزادت من حدة الاستضعاف خاصة بين الأطفال والنساء، لافتا إلى أن دولة الإمارات كانت حاضرة منذ البداية وسط المنكوبين من خلال برامجها الإنسانية وأنشطتها الإغاثية وبرامجها الصحية التي امتدت للمناطق الأكثر تضرراً رغم المخاطر الماثلة للعيان وساهمت كثيراً في تخفيف المعاناة.
وأوضح سموه أن الإمارات تستعد الآن للمرحلة الأهم وهي مرحلة تأهيل البنية التحتية التي طالتها أيدي الخراب والدمار خاصة في المجال الصحي، مشيرا إلى أن الدولة تعمل في محور آخر على دعم جهود المنظمات الدولية في اليمن وتعزيز قدرتها على تنفيذ البرامج التي تفي بمتطلبات الساحة اليمنية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
وتم أمس الإعلان عن مبادرة «نحن نرعاكم» لتطوير القطاع الصحي في اليمن من خلال توقيع اتفاقيتي تعاون بين الإمارات ممثلة بهيئة الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية يتم بموجبهما تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج لدعم الخدمات الصحية في اليمن وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للأشقاء هناك وذلك عبر أربعة محاور أساسية تشمل الوقاية والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة وتأهيل الكوادر الطبية.
وقع الاتفاقيتين من جانب الهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام، فيما وقعها من جانب منظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد فرح شادول رئيس بعثة المنظمة في اليمن.
تضمنت الاتفاقية الأولى تأهيل 20 مستشفى في اليمن وتحسين خدماتها ورفع كفاءتها لمقابلة الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظروف اليمن الحالية وتبلغ قيمة الاتفاقية الأولى 44 مليونا و100 ألف درهم وتستفيد منها المؤسسات الصحية في تسع محافظات تضم عدن وتعز وأبين وشبوة ومأرب والحديدة والمكلا وسيئون والمهرة.
وبموجب الاتفاقية يتم أيضا تنفيذ برامج رعاية شاملة للنساء والحوامل ومكافحة أمراض سوء التغذية الحاد لدى الأطفال ومكافحة الوبائيات وتدريب الطواقم الطبية في هذا الصدد إلى جانب تقديم المساندة والدعم الفني والإداري لتطوير نظام إحالة الحالات الحرجة للعلاج والرعاية الصحية المناسبة وتوفير الأجهزة والأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة.
وتضمنت الاتفاقية الثانية تنفيذ برامج التطعيم الإيصالي والتكاملي ضد شلل الأطفال والحصبة وغيرها من إجراءات التحصين الروتينية في 11 محافظة يمنية تشمل أبين والجوف والمهرة وتعز والمكلا وأرخبيل سقطري وسيئون وشبوه وعدن ولحج ومأرب وتبلغ تكلفتها ستة ملايين و471 ألفا و675 درهما.
وتستهدف الاتفاقية توفير التطعيمات اللازمة لحوالي 643 ألفا و637 من الأطفال والنساء منهم 130 ألفا و148 طفلا دون السنة الواحدة و357 ألفا و824 طفلا دون الخامسة و 66 ألفا و143 من النساء الحوامل و89 ألفا و522 من النساء في عمر سن الإنجاب.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي أن مشاريع وبرامج الهلال الأحمر في اليمن تحظى باهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ما كان له أكبر الأثر في أن تتواجد الهيئة بقوة حاليا في اليمن رغم الظروف الاستثنائية السائدة هناك وتعمل في مختلف المجالات لخلق واقع حياة أفضل للأشقاء وإحداث الفرق المطلوب في جهود التنمية والإعمار.
وأكد أن توقيع الاتفاقيتين يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية بين الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ويعزز جهود الجانبين مستقبلا في المجالين الصحي والإنساني، مشددا على حرص الهيئة على المضي قدما بهذه الشراكة إلى أقصى مراميها والعمل على تطويرها حتى تلبي طموحات الجانبين على الساحة الإنسانية التي تئن تحت وطأة المعاناة الصحية.
من جانبه أكد الدكتور أحمد فرح شادول أن دولة الإمارات تضطلع بدور محوري في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.
ولفت إلى أن التعاون بين الجانبين يعتبر من أقوى الشراكات التي خاضتها المنظمة الدولية مع نظيراتها في المجال الإنساني لأنه يتعلق بإنقاذ الحياة ودرء المخاطر الصحية عن آلاف النساء والأطفال الذين تزداد معاناتهم كلما زادت حدة الأزمة في اليمن وتوسعت رقعتها.
تكفلت الإمارات سابقاً بعلاج 1500 من مصابي الأحداث في اليمن يجري علاجهم حالياً في مستشفيات الدولة والسودان والهند، كما تضمنت مبادرات الهلال الأحمر الإماراتي في المجال الصحي في اليمن خلال الفترة الماضية تأهيل مستشفى الجمهورية في عدن ومستشفى «22 مايو» إلى جانب ترميم وصيانة 13 مركزاً صحياً في عدد من المحافظات وتوفير 19 سيارة إسعاف وأجهزة ومعدات طبية إضافة إلى توفير ناقلات مبردة لترحيل الأدوية والمستلزمات الطبية والطرود الصحية، كما تم تجهيز مستشفى متحرك للوصول إلى المرضى والمصابين في المناطق النائية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.