|  آخر تحديث يونيو 12, 2016 , 13:50 م

خالد آل خليفة: الإمارات متميزة بالانفتاح وتقبل الآخر


خالد آل خليفة: الإمارات متميزة بالانفتاح وتقبل الآخر



رأى المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي البحريني الشيخ د. خالد بن خليفة آل خليفة أن الإرهاب الذي يجتاح العالم العربي هو حرب مبتدعة تديرها مؤسسات عالمية وحتى دول استطاعت أن تجند أبناء الأمة لقتل بعضهم بعضاً، مشيراً إلى أن ما يميز الإمارات ثقافياً وفكرياً هو الانفتاح على العالم الخارجي، وتقبل الآخر وتقبل الأفكار التي تأتي من مجتمعات مختلفة. وأوضح الشيخ خالد لـ صحيفة «البيان» أن «الأخوة في الأرشيف الوطني الإماراتي أبدوا استعدادهم للتعاون معنا في تأسيس أرشيف وطني للمملكة».

وفيما يلي نص اللقاء.

هل هنالك أواصر صلة مع ما بين مركز عيسى الثقافي والمؤسسات الثقافية الإماراتية وكيف؟

هناك الكثير من الاتفاقيات التي وقعها مركز عيسى الثقافي مع المؤسسات الثقافية الإماراتية ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية ومنها الاتفاقية مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وكذلك مع الأرشيف الوطني في أبوظبي والذي يحتوي على الكثير من العناصر التي يحتويها مركز عيسى الثقافي. لدينا تاريخ مشترك وقوي مع الإمارات بالنظرات والرؤى الاستراتيجية، ونحن بغنى عن الاتفاقيات الرسمية وذلك لأن التعاون موجود أساساً، هناك تبادل معلومات وتدريب وزيارات مستمرة بين الموظفين، ولي أن أشير بأن الأخوة في الأرشيف الوطني الإماراتي أبدوا كامل استعدادهم معنا لتقديم الاستشارات اللازمة لإنشاء أرشيف وطني لمملكة البحرين من منطلق خبرتهم المتقدمة والمتميزة.

ما الذي يميز التجربة الإماراتية بسياق الثقافة والفكر والرؤى الاستراتيجية؟

ما يميز الإمارات هو الانفتاح على العالم الخارجي، وتقبل الآخر وتقبل الأفكار التي تأتي من مجتمعات مختلفة، ولقد اضفى القرب الجغرافي بين البلدين على تقريب الرؤى الاستراتيجية وعلى خلق الشراكات المستقبلية، يضاف عليها العلاقات الشخصية بين رموز القيادات السياسية بين البلدين الشقيقين والتي تدفع بالعلاقات للمضي قدماً، وتجعل الانفتاح الثقافي بين البلدين يصل إلى درجات عالية من التفاهم والتعاون.

ألا ترى بأن الأوضاع الاقتصادية ترتبط بشكل مباشر بتفريخ الإرهاب والتطرف؟

انخراط الشباب بالتطرف والإرهاب يبدأ بفقدان الأمل والذي يعرضهم للضياع، وهناك عوامل ترتبط بذلك كالظروف الاقتصادية والبطالة، وعليه علينا كأسرة وكمجتمع أن نبني الأمل والتفاؤل للشباب.

ومن المهم أن تقوم كافة الأطراف بالمجتمع بدورها سواء الأسرة أو المؤسسات الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية الأخرى، دون كلل أو ملل، ولأن الطريق لمحاربة الإرهاب طويل ولن ينتهي خلال سنة أو سنتين، ولو استمرت «مكنة» الإرهاب بتفريخ الإرهابيين، فإن سنوات العمل سوف تطول لأن التحديات ستتشعب وتزيد تلقائياً.

الدول التي تعاني الآن من حروب مذهبية وطائفية وعرقية كانت قبل سنوات دولاً معروفة بالتسامح بين مختلف الأديان والمذاهب، لكنها وقعت في هذا المستنقع لأنها لم تنتبه لقضية تحصين المجتمع وكانت تعتقد أن التطرف والإرهاب بعيد عنهم، وعليه ما الدور المناط بدول الخليج الآن؟

مجتمعاتنا غير بعيدة عما يجري بسوريا أو العراق أو ليبيا، نحن معرضون لها لأننا مستهدفون كغيرنا، وعليه، يجب علينا أن نعمل لمواجهتها وكأنها ستكون حاضرة لدينا يوم غد، وأن نبدأ فوراً بتحصين المجتمع من آفات التطرف، مع الأخذ بالأسباب التي أوصلت بعض الدول التي تعاني الأمرين من أتون التطرف والإرهاب، ويجب الأخذ بعين الاعتبار بالتدخلات والتأثيرات الخارجية والتي يكون لها اليد الطولى بالتأثير على المجتمع، ووسائل التواصل الاجتماعي إحدى أهم الطرق لذلك.

مقاربة

هل ترى ضرورة من اعتماد مقاربة متعددة الأبعاد فيما يخص الأمن والدفاع، ودعم القدرات المتعلقة باستباق المخاطر الناجمة عن تصاعد الإرهاب والجريمة المنظمة؟

يجب أن تتعامل مع الإرهاب وكأنك تحارب مؤسسة منظمة، وليس أفراداً، كل ما تم اثباته خلال السنوات الماضية بأن التنظيمات الإرهابية تقف خلفها مؤسسات عالمية بقدرات متطورة، لذلك هذه الحرب ليست حرباً تقوم على عدو واضح المعالم، ومن كانوا أبناءنا بالأمس، أضحوا اليوم إرهابيين يقاتلوننا، ومن يحركهم مؤسسات خارجية بعيدة.

ولأول مرة بالتاريخ يخوض العالم مثل هذه الحروب المبتدعة ترعاها مؤسسات ضخمة، ودول كبرى، والتنفيذ من أبنائنا، فلا يوجد هناك استيراد للجنود، بل هم من أصل مجتمعاتنا، وعليه ولأول مرة تستطيع مؤسسات خارجية أن تجعلك تتحارب مع نفسك.

ذكرت بتصريح سابق، أن هنالك شكوكاً كثيرة تدور حول علاقة إيران بالإرهاب المنسوب للطوائف السنية، ما دلالات هذه الشكوك؟

أهم هذه الدلالات وأحدثها ادانة المحاكم الأميركية مؤخراً لإيران واتهامها المباشرة بأحداث 11 سبتمبر، وتوطئة النظام الإيراني لتنظيم القاعدة الإرهابي في الأراضي الإيرانية، ليتحرك من خلالها إلى الأراضي العراقية وغيرها، فالتحالف بين ايران والقاعدة واضح وتم إثباته. انظر لداعش اليوم والتي هي وليدة القاعدة، فهي لا تهاجم أبداً المصالح الإيرانية بالعمق الإيراني أو حتى في مناطق حلفائها مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني والعراقي، دليل واضح على وجود التفاهمات بين ايران وداعش، ولي أن أشير بأن المحاكم لا تحكم الا بوجود الأدلة، خصوصا ببلد ديمقراطي كالولايات المتحدة.

أدوار لا تزال هناك ثغرات كثيرة في الحرب ضد الإرهاب من قبل المثقفين، فلازلنا كمثقفين ومفكرين في خانة التنظير وابتعدنا كثيراً عن الحلول العملية السياسية المباشرة، ما الدور المطلوب من هذه الفئة المهمة لوأد الإرهاب وهزيمته؟

يأتي هنا دور المراكز البحثية والدراسات الاستراتيجية والأخذ منها من قبل السلطات التنفيذية بكل الدول العربية، وأن تأخذ نتائج الدراسات بعين الاعتبار، وأن لا يكون الطرف البحثي منظراً، وإنما يعتمد على نتائج دراسات فعلية على أرض الواقع. معالجة الأسباب بشكل علمي وبحثي، سيساعد على وأد الإرهاب قبل ظهوره، وببحوث علمية مرتكزة على تقنية المعلومات تبتدع آليات تستطيع أن تصنع فكراً مضاداً للمنظمات الإرهابية وبأن يتفوقوا على استخدامها للأدوات والتقنيات المتطورة.

هناك من يرى بأن دول الخليج تركت في السنوات العشر الماضية ساحات كثيرة خالية بمنطق حسن النوايا، وهذه النوايا الحسنة استغلتها إيران للسيطرة على العراق وغيرها؟

تبنت دول الخليج منذ السبعينيات سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واستمرت هذه السياسة لعقود طويلة.. لكن الفكرة تغيرت تماماً، فحسن النوايا كانت موجودة بالسابق، لكن غزو الكويت والحرب على العراق، غيرت المفاهيم لدى دول الخليج، ومع سقوط نظام صدام حسين لم تتدخل دول الخليج بالشأن الداخلي العراقي، إلا أن الساحة فتحت بشكل غير مقصود لإيران لتتوغل من جديد هنا وهناك.

وجاءت عاصفة الحزم، والتي قلبت بها المملكة العربية السعودية الأمور رأساً على عقب، لتتبنى سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع، فنحن ذهبنا لليمن للدفاع عن حدودنا الجنوبية، لأننا إذا لم نذهب إلى اليمن، سيأتي الخطر إلينا.

ومن المهم أن يكون لدول الخليج تبنٍّ مستمر لمفهوم «الهجوم خير وسيلة للدفاع» حين تقتضي الضرورة، وباعتبار أنه نهج مشروع لحفظ الأمن.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com