|  آخر تحديث أبريل 19, 2016 , 1:40 ص

الكتابة والنشر حكايات إبداع ترويها «أديبات الإمارات»


الكتابة والنشر حكايات إبداع ترويها «أديبات الإمارات»



لقاء سنوي يتجدد كل عام، يجمع مبدعات الإمارات في مكان واحد، ويضع القضايا الأدبية والثقافية على طاولة الحوار، وها هو منتدى أديبات الإمارات الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، يفتح في دورته الثالثة ملف «الكاتب والناشر» ليعيد صياغة العلاقة بينهما، مسلطاً الضوء على محورين مهمين، تناولتهما صباح أمس جلستي نقاش، حملت الأولى عنوان «الكاتبة بين الإبداع ووظيفة النشر»، والثانية عنوان «تجربة النشر خارج الإمارات، ودوره في انتشار اسم الكاتبة»، وذلك في غرفة تجارة وصناعة الشارقة. أدارت الجلسة الأولى الشاعرة مهرة محمد، وتحدثت فيها كل من الكاتبة والباحثة د. فاطمة البريكي، والكاتبة نورة النومان رئيس المكتب التنفيذي للشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لتتطرقا إلى تجربة كليهما مع النشر، إذ ذكرت البريكي أن اتجاهها للنشر في مجال أدب الطفل، كان سببه امتلاكها خبرة متراكمة تستطيع تطويعها في خدمة الطفل، لافتة إلى ضرورة التعامل مع الكتاب كثقافة وليس كسلعة، ومشيرة إلى أن سهولة النشر في يومنا هذا أتاحت للجميع القدرة على التعبير عن آرائهم، ومطالبة الناشر بضرورة مراجعة أي نص قبل نشره.

كما تحدثت نورة النومان عن اتجاهها للخيال العلمي، لافتة إلى أنه النمط الذي جذبها، إضافة إلى أن وجود روايات عربية متخصصة فيه يساهم في جذب القارئ، ومشيرة إلى أنها لاحظت العجز الكبير في هذا النمط الأدبي خلال بحثها عن روايات عربية لبناتها اليافعات، وذكرت أنها انتهت من ترجمة روايتها الأولى «أجوان» إلى اللغة الإنجليزية، إلا أنها لا تزال مترددة في نشرها، خوفاً من أن يفضل اليافعون قراءتها بالإنجليزية على العربية.

وتطرقت للحديث عن آلية النشر في الغرب وشروطه التي تقع وفق منظومة متعارف عليها، كما ذكرت أنها كانت محظوظة لنشر روايتها «أجوان»، رغم أنها تلقت 3 رسائل رفض من دور النشر، ولم يصلها أي رد من 7 دور أخرى.

ولفتت إلى أن تأثير الخيال العلمي على العالم العربي سيكون جباراً ونقطة تحول كبيرة، وهذا ما دفعها لإنشاء دار نشر «مخطوطة 5229»، ما يفتح المجال لإنتاج أعمال أدبية تنتمي للخيال العلمي والفانتازيا وتساعد المبدعين في تلك المجالات لنشر إبداعاتهم.

 

واستضافت الجلسة الثانية التي أدارتها الأديبة عائشة عبدالله، الكاتبتين فتحية النمر ونجيبة الرفاعي، اللتين نشرتا روايتيهما الأخيرة بالتعاون مع الدار المصرية اللبنانية، لتتحدثا عما حققته لهما هذه التجربة، إذ ذكرت فتحية النمر أنها تعاونت مع دور نشر عربية، كان آخرها الدار المصرية اللبنانية، بدعم من المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مؤكدة أنه بعد صدور كتابها تواصل معها سيناريست، عارضاً عليها تحويل روايتها إلى دراما إذاعية وتلفزيونية، ولافتة إلى أن هذه حسنة من حسنات النشر في دار عربية معروفة.

وأنهت حديثها بالتأكيد على أن النشر في الخارج سلاح ذو حدين، فهو ليس دائماً وسيلة للانتشار، بل خطوة محفوفة بالخطر لو تركت دون تقييد وتوضيح، ما يستدعي وضع محددات وشروط ولوائح تضمن حق الكاتب والكتاب.

 

وتحدثت نجيبة الرفاعي عن أهمية النشر وأثره، لافتة إلى أن تجربتها في نشر روايتها «غالية» خارج الإمارات كانت إيجابية، إذ وجدت كل الحفاوة من الدار المصرية اللبنانية، ومؤكدة أن الهدف منها لم يكن زيادة المبيعات، ولكن الانتشار في أكبر عدد ممكن من الدول العربية.

ولفتت إلى أن تجربة النشر خارج الدولة مفيدة لعدة أسباب، أهمها الترويج والدعاية بشكل أكبر للكتاب، وفرصة لتبادل الخبرات، وتوصيل الأدب النسوي المحلي خارج حدود الوطن. وأنهت حديثها بالتأكيد على أن التعاون مع دور نشر خارج الدولة ليس بخساً في حق دور النشر المحلية بقدر ما هي خطوة للتجديد والتنويع، والاستفادة من خبرات دور لها باع طويل في عالم النشر. وتتواصل فعاليات منتدى أديبات الإمارات اليوم، إذ تتضمن صالوناً أدبياً يناقش «القصة القصيرة جداً بين حداثتها وجذورها»، إضافة إلى أمسية شعرية بعنوان «شهرزاد الشعر».

 

ذكرت صالحة غابش مديرة المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن منتدى أديبات الإمارات اختار في هذه الدورة قضية «تحديات النشر» ليناقش العلاقة بين الإبداع والنشر، والفارق بين النشر داخل وخارج الدولة.

ولفتت إلى أنه سيتم الإعلان اليوم عن صالون أدبي هدفه تجميع المبدعات على شاكلة رابطة أديبات الإمارات، ليتم من خلاله مناقشة قضايا مهمة وتقديم أطروحات جميلة من خلال جلسات حوار بعيدة عن جمود أوراق العمل.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com