أكدت معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي د. أمل عبد الله القبيسي أن دولة الإمارات تأخذ قيم التسامح والاعتدال كمنهجية مشيرة إلى أن نشر روح التسامح من أهم مقومات السلام ومن أولويات القيادة الحكيمة وشعب الدولة مشددة على عمق العلاقات التي تربط الإمارات والكنيسة القبطية في مصر .
ونقلت معاليها تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الذى وصف بدوره دولة الإمارات بالانموذج في ترسيخ معاني التعايش الديني والتآخي بين الأديان.
وأشاد البابا تواضروس خلال اللقاء الذي جمعه أمس في القاهرة برئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدور دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في ترسيخ مفاهيم سياسة التسامح الديني والتآخي بين الأديان والعمل على نشر قيم المحبة والسلام في ربوع المنطقة العربية والعالم.
وتقدم البابا تواضروس الثاني بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لتحقيق المساواة والتآخي بين أبناء الأديان كافة.
وأكد أن سياسة التسامح الديني بين الأديان ونشر قيم المحبة والسلام التي تنتهجها الإمارات التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنما تستند في الأساس إلى الفهم العميق لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتمسك بمنهج الوسطية والعمل من أجل أن تكون الأديان أساساً للوفاق ونبذ العنف.
من ناحيتها أكدت د. أمل القبيسي على عمق العلاقة بين الإمارات والكنيسة القبطية، مشيرة إلى أن الدين الإسلامي تتميز تعاليمه بالسماحة والعدالة والاتزان ونوهت بأن من أكثر الموضوعات المقلقة في العالم انتشار الإرهاب والتطرف وأن منطقة الشرق الأوسط تعاني تحديداً من هذا الخطر الذي اختطف الشباب العربي من أحضان أهلهم واختطف الأمل والتنمية.
وشددت على أنه على الجميع العمل على اجتثاث جذور الإرهاب ومحاربته للحد من انتشاره..مشيرة إلى أهمية الحفاظ على المكتسبات ونشر مفاهيم السلام من خلال التأكيد على أهمية الحوار والتفاهم.
وأوضحت القبيسي أن الإمارات تنظر إلى المستقبل بروح يغلفها الثقة بين الشعب والقيادة والابتكار والرؤية المستقبلية الواضحة التي تحمل رسالة التسامح والسلام وتهدف إلى إسعاد شعب الإمارات والدول الشقيقة والصديقة فحكومة الإمارات هي حكومة مستقبل تنظر إلى التحديات التي تواجهها المنطقة وتسعى لأن تكون منارة للعمل والأمل.
وقالت معاليها إن الأمن والسلام لن يتم ما لم يكن هناك حوار بين الأديان وروح التسامح والاعتدال ما بين كل أفراد المجتمع فأرض الإمارات حاضنة لكل الجنسيات دون تفرقة بينهم من حيث اللون أو الجنس أو الدين.. مؤكدة أن أرض الكنانة مصر خير مثال على روح التسامح والعيش في سلام ومحبة بين الأقباط والمسلمين.
وأضافت معاليها إن قيم التسامح والاعتدال تأخذها الإمارات كمنهجية..مؤكدة على أن نشر روح التسامح من أهم مقومات السلام ومن أولويات القيادة الحكيمة.
وأعربت معاليها عن أملها بأن تسهم مشاريع دعم الكنيسة المصرية في تحقيق تأثير إيجابي لما في مصلحة المواطنين المصريين المستفيدين.
وأشارت معاليها إلى أن التغييرات الوزارية الجديدة التي شهدتها دولة الإمارات أخيراً واستحداث منصب وزيرة للتسامح للمرة الأولى في العالم يؤكد على النظرة المستقبلية لحكومتنا بأنه لا يمكن تحقيق قفزات تنموية كبيرة بدون التفكير بطريقة جديدة في شكل الحكومة وضرورة أن تكون الحكومة ذات بصيرة تستطيع استشراف المستقبل
وقال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة «وجدت خلال زياراتي لدولة الإمارات روح السماحة الدينية وهي بلاد حاضنة لكل جنسيات العالم».
وأضاف قداسته «تشكل الحالة الإماراتية حالة متميزة على صعيد التعايش السلمي بين المقيمين على أرضها ليس فقط على صعيد عربي بل على صعيد عالمي أيضاً وهي في تجربتها هذه تقدم نموذجاً يلاقي احتراماً عالياً في الأوساط العالمية».
وأشار إلى أن موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في إقامة ودعم كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبي كان حدثاً فارقاً وموقفاً تاريخياً قدم من خلاله الدليل العملي الصادق على سماحة الدين الإسلامي الحنيف وعلى النموذج الإنساني الملهم للإنسانية جمعاء.
وأشاد قداسة البابا تواضروس بمشاريع الإمارات في مصر من خلال تركيزها على الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والحياتية التي تحولت في أسرع وقت إلى واقع ملموس يتجلى في تقديم صورة ناصعة للعطاء من أجل أهداف نبيلة، مشيراً إلى أن أهم ما يميز الإمارات أن ما تقدمه يشمل كل المجتمع.