|  آخر تحديث مايو 1, 2025 , 3:17 ص

نفحات العولمة


نفحات العولمة



“أيتها المرأة المسلمة، احذري من نفحات العولمة… كوني خليطًا من ثلاث: دين وفكر وعادات وتقاليد”
أيتها المرأة المسلمة، احذري من نفحات العولمة
إن العالم اليوم يشهد تغيّرات متسارعة في الفكر والسلوك، تقودها موجات العولمة التي لا تطرق الأبواب بل تقتحم العقول والنفوس دون استئذان. وقد تبدو هذه النفحات العولمية في ظاهرها ناعمة، باردة، أنيقة المظهر، مغلّفة بشعارات الحرية والمساواة والانفتاح، لكنها في حقيقتها قد تكون سُمًّا زعافًا موجهًا إليكِ خصيصًا، يهدف إلى تفكيك القيم، وهدم الهوية، وزعزعة الثوابت التي تُشكّل أساس كيانك الأصيل.
كوني خليطًا من ثلاث: دين، وفكر، وعادات وتقاليد
لا يكفي أن نكون مؤمنين بالقيم، بل علينا أن نمتلك أدوات الوعي والفهم لنحميها من التلاشي تحت سطوة العولمة. وأنتِ أيتها المرأة المسلمة، إن أردتِ أن تحصّني نفسك وأسرتك ومجتمعك، فكوني مزيجًا متوازنًا من هذه الثلاثة:
1.دينٌ يهديكِ ويثبّتك
اجعلي من الإسلام منارة تهتدين بها في ظلمات الفتن، وميزانًا تَزِنين به كل فكرة أو سلوك مستورد. فإن حفظ الدين هو حفظ لكرامتك وإنسانيتك، وهو الضامن الأول لحريتك الحقيقية وحقوقك الأصيلة، كما كفلها لك رب العالمين.
2.فكرٌ واعٍ يُمكّنك من الفهم والنقد
العقل المفكّر هو الحصن الثاني، فليس كل ما يرد علينا من ثقافات العولمة يُرفض، ولكن لا يُقبل إلا ما وافق ديننا وثوابتنا. التفكير النقدي والقراءة الواعية والتحليل العميق هي أدواتك لفهم ما يُطرح باسم “الحداثة” و”التحرر”، حتى لا تكوني لقمة سائغة في فم ثقافة لا تراعي خصوصيتك.
3.عادات وتقاليد راسخة تُبقيكِ على الجذور
العادات الأصيلة التي ورثناها من أمهاتنا وجداتنا، تلك التي تُعزز القيم الأخلاقية، وتحفظ للمرأة وقارها ومكانتها، يجب ألا تُهمَل أو تُستبدل تحت وهم “التطور”. إنها مكوّن مهم في هويتك، فلا تتخلي عنها بسهولة، بل انقحيها من الشوائب، واعملي على نقلها بفخر إلى الأجيال القادمة.
نفحات أم سموم؟
العولمة ليست كلها شر، ولكنها تُصبح كذلك إذا فُهمت بطريقة سطحية، أو استُقبلت دون وعي، أو طُبّقت دون تمييز. وما يُعرض لكِ اليوم من خلال وسائل التواصل والإعلام من صور للحياة “المثالية”، قد يبدو باردًا، مغريًا، مريحًا، لكنه في جوهره يحمل سمومًا فكرية ونفسية تُزعزع إيمانك، وتُشككك في ذاتك، وتُشعرك بالنقص إن لم تتبعي هذا الركب الزائف. 
ختامًا، أيتها المرأة المسلمة،
أنتِ لستِ بحاجة لأن تُذوبي نفسك في قوالب العولمة لتكوني ناجحة أو متطورة، بل أنتِ قادرة على أن تكوني مؤثرة، راقية، مثقفة، وأصيلة، حين تتسلّحين بدينك، وتُحصّنين فكرك، وتفخرين بعاداتك وتقاليدك. فأنتِ من يصنع التوازن، وأنتِ من يصوغ المستقبل.
بقلم: د. سعيد عبيد سالم بالليث الطنيجي

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com