الأحد , 24 رمضان 1446 هـ , 23 مارس 2025 م   |  آخر تحديث فبراير 4, 2025 , 18:45 م

التفاهه


التفاهه



الزبد يطفو على سطح البحر اما الدرر في الاعماق

وهكذا تبدو الامور، اصبح أغلب التافهين يطفون على منصات التواصل الاجتماعي بعيداً عن الفطرة والذوق السليم وانحدار الذوق العام بين الشباب وانتشار التفاهة والخلاعه والتحدث بسفاسف الامور والابتذال والهبوط والتصرف بسخافة والامبالاة، والتفاهة الممنهجة الهادفة إلى تضليل الشباب وتوجيههم نحو الامور السطحية الخالية من القيم، زمن الصعاليك التي تعزز السطحية وتُهمّش الكفاءات والمواضيع الهادفة التي تعالج امورنا وحياتنا بموضوعية واسلوب حضاري

 

فالتفاهة اصبحت ثقافة وهدف عند اغلب الشباب تغرقهم وحل اللاوعي واللا مسؤولية من خلال متابعة الاشخاص والبرامج التافهة التي اصبحت مشكلة عالمية تلهي الشباب عن كل ماهو مفيد لهم في حياتهم وعن دينهم

تدني الذوق العام لاغلب الشباب في كل شيء ابتداء من الاكل الوجبات السريعه والشرب للبيبسي ومشروبات الطاقة والمشروبات المضره ألوان وسكر ونكهات وقد تعالت اصوات الاطباء مشكورين باضرارها، وفي الملبس الثياب المقطع والمرقع ولبس النوم أصبح يلبس في المحافل حتى في المكياج والتجميل أصبح النفخ والبوتكس والفلير والشفايفهن مناظر مقرفه ومقززة،

كذلك الافلام صار اغلبها افلام اجرام ورعب وايضا المسلسلات تافهة وسطحية غير هادفة قتل واجرام وعلاقات محرمة هدفها تدمير وانحراف وشذوذ الجيل والفن الهابط حتى الاغاني كلمات هابطه والحان نشاذ تنتشر بين هذا الجيل كالنار في الهشيم جميع الالعاب الالكترونية غير هادفه تلغي العقل وتهدر الوقت وتسبب الادمان .

 

وأصبح يسوّق لها العديد من الاشخاص للربح السريع والوصول إلى الشهرة السريعة ال (يوتيوبر، فاشينستا، بلوجر، مؤثر، او مؤثرة) وكلها سطحية وهابطة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، الفيس بوك، والانستغرام، والتكتوك’ … إلخ حتى الوتس آب، بتقديم محتوى تافه وسطحي و غريب الاطوار، أصبح عدد المتابعين (الفلورز) اهم من المضمون وأهم من الاهداف النبيلة المنتجة،

 

وحسب إحصائيات من المعهد الأمريكي للأبحاث والتطوير RAND لسنة 2020 فإن الأرقام تظهر أن 70% من النقاشات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على إثارة العواطف والجدل بدلاً من تقديم معلومات مفيدة أو تحليل عميق. هذه النسبة العالية تعكس مدى انتشار التفاهة وتحكمها في النقاش العام

 

يجب مواجهة التفاهة من خلال وضع خطط وبرامج في إطار اجتماعي ثقافي اسري ممنهج وحملات إلكترونية مضادة للتفاهة والتافهين والسخافة وكل ماهو نشاذ على مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطعة هذه الظواهر الغريبه الدخيلة على مجتمعاتنا بكل ما أوتينا من قوة واظهار كل ما هو حسن وجميل وهادف ومفيد وتشجيع وتحفيز وتكريم الشباب وصرف مكافآت تشجيعية لهم.

 

 

بقلم: سلافة حسيب مصطفى


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com