تدخل الهدنة في سوريا حيز التنفيذ منتصف الليلة في ظل موافقة جميع الأطراف عليها، حيث أعلنت المعارضة السورية موافقتها على هدنة لأسبوعين تُجدَّد في حال التزام النظام بها.
لكن هذه الهدنة تبدو هشة حتى قبل أن تبدأ، إذ أعلن الجيش السوري أن منطقة داريا القريبة من دمشق لن يشملها وقف إطلاق النار، بذريعة أن هناك وجوداً لجبهة النصرة في المنطقة، برغم نفي المعارضة لذلك، وتأكيدها أن النظام يتخذ من ذلك ذريعة لمواصلة تقدمه في المنطقة.
كما أكدت أنقرة أن الهدنة لن تلزمها في حال ما قالت إنه تهديد أمنها، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية وتنظيم داعش إن تطلب الأمر، مشككةً في التزام الحكومة السورية وروسيا بوقف النار.
وفي ظل تبادل الاتهامات، دعت روسيا أطراف الصراع إلى التمسك بالهدنة، قائلةً إن عملية وقف النار مستمرة برغم ما وصفته بمحاولات من بعض المسؤولين الأميركيين لإفسادها.
يأتي ذلك في وقت تعلن الأمم المتحدة اليوم عن الموعد المرتقب للمحادثات السورية المزمعة في جنيف.
وقبل سريان الهدنة قصفت روسيا مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غربي البلاد، بينما سعت قوات الحكومة للسيطرة على مزيد من الأراضي على الحدود مع تركيا. واستعاد الجيش السوري، أمس، بلدة خناصر الاستراتيجية التي تقع على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط حلب بسائر المناطق الخاضعة له بعد يومين من سيطرة تنظيم داعش عليها.
وفي ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي، تعرضت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف كردي عربي، طوال ليل الأربعاء/الخميس لقصف مدفعي تركي عنيف.