|  آخر تحديث يناير 24, 2016 , 4:09 ص

الوطن الضائع


أحمد فتحي العيساوي - ( ليبيا )

الوطن الضائع



بعد هذه الايام والسعات والدقائق من القتل والإرهاب والدمار والفساد وبناء مؤسسات تعتمد على الفئوية والحزبية ، وحتى القضايا الكبيرة التي يعتمد عليها ليبيا كبلد موحد فلم تظهر قياداتنا أي موقفاً وطنياً شجاعاً بل المجاملة التي تغلف المواقف للحفاظ على المصالح الحزبية والشخصية هي الظاهرة التي تسيطر على أغلب التحركات في العملية السياسية ، حتى ضاعت حقوق الاغلبية مابين المجاملات والمصالح والفساد وأصبحت هذه الأغلبية تترنح ما بين الأقلية المنفصلة واقعاً والمبتزة لأموال ليبيا والسارقة لنفط جنوبه وشماله على السواء والأقلية التي تبذل المستحيل من أجل تغير ليبيا فلم تترك هذه الأقلية مخططاً إرهابياً أو خيانياً إلا وسلكته حتى وأن تطلب الأمر أن تذبح المئات أو الآلاف من أخوتها في الوطن في لحظة واحدة بيد المليشيات والقاعدة وغيرهم من حثالات الإجرام والتكفير فلم تكترث في ذلك وما داعش إلا ثمرة من ثمار هذه الأقلية، و قيادتنا مشغولة ما بين القيافة والمؤتمرات الصحفية وقاموس المصطلحات الفارغة بالتأثير والمدمرة في واقعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ونقول من كثرت انشغالها وسكرتها بملذات الحكم ؟؟؟؟ فقد نقلت بيدها عدة مرات الأسلحة بكميات كبيرة الى أعدائها من داعش أو المتدربين في صبراتة ودرنة من إرهابيين ، ولم تكن هذه القيادات بمستوى الجهاد ضد الخوارج أو مستوى أبناء ليبيا الذين لبوا النداء وخرجوا عرات الصدور لإنقاذ ليبيا أرضاً وشعباً من دنس الإرهاب والجهوية المقيته ، فبالرغم من همت وشجاعة هؤلاء الأبطال بقت قياداتنا تحت سيطرة وقيادة السفير الأمريكي في ليبيا ولا يمكن لها أن تحرك ساكنة إلا بترخيص من القيادة الأمريكية ، حتى أصبح الأمريكان يحركون الدواعش في مناطق ليبيا كأنهم ينقلون الجندي أو القلعة أو الفيل في رقعة الشطرنج ، وحتى المناطق التي يحررها أبناء الأحياء بعد التضحيات التي يقدمونها هؤلاء الأبطال، تقدم هذه القيادات هذه المناطق على طبق من دماء شهداء ابناء ليبيا للقيادات التي أعطت هذه المناطق للدواعش على طبق من الخيانة، وحتى إعادة أعمار المدن التي حررها أبطال المناطق والقبائل والجيش الليبي من دنس داعش لا يقوم به إلا الواجهات السياسية لداعش في العملية السياسية والتي دمرت المدن نفسها ؟؟؟ ، فلا أعلم بلد في العالم يعاني ويقدم التضحيات كليبيا ولم أعلم شعب يقتل ويضحي ويصبر كالشعب الليبي، ولم أقرأ ولم أسمع في حياتي قاطبةً قيادةً تقود شعبها الى مستقبل أسود مجهول كقيادتنا في ليبيا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com