سيطر تصدع حزب حركة نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم على احتفالات البلاد بالذكرى الخامسة لثورة 14 يناير 2011، وانعكس على الموكب الرسمي الذي انتظم بقصر الرئاسة بقرطاج، وأشرف عليه الرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، ورئيس البرلمان محمد الناصر، وحضره النواب المستقيلون ليواجهوا زملاءهم المحافظين على عضوية الكتلة النيابية للنداء، وفيما أغلق الرئيس الباجي قائد السبسي الباب أمام دعمه لأي من الأجنحة المتصارعة بقوله «لا وريث لي»، حدد النواب المستقيلون اليوم الجمعة، موعداً لإعلان مسمى كتلتهم البرلمانية الجديدة.
وفي الأثناء، قال الرئيس الباجي قائد السبسي، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إنه استقال من منصبه في الحزب منذ انتخابه رئيساً للبلاد، امتثالاً للقانون الذي يحظر عليه تولي المناصب الحزبية، غير أنه أكد أن ذلك لا يمنعه من التدخل للقيام بدور وطني في حال وجود أي إشكال، في إشارة منه إلى التدخل في فض إشكاليات حزب نداء تونس، وأردف قائلاً: «لا وريث لي، وكل تونسي هو من أبنائي ولا توريث لبورقيبة ولا للباجي قائد السبسي أو لغيره».
وعلى صعيد آخر، أعلن الرئيس التونسي أن المعركة ضد الإرهاب لاتزال طويلة، وتتطلب التحلي باليقظة الدائمة ورص الصفوف، وحشد الطاقات والإمكانيات والصداقات، لاجتثاث هذه الظاهرة الخبيثة من جذورها، داعياً جميع القوى الحية إلى التمسك بالأمل، ورفع وتيرة العمل، والإسراع في سن القوانين، والقيام بالإصلاحات الضرورية، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي المنشودين، لا سيما عبر تشغيل الشباب والنهوض بالجهات الداخلية.
وقال إنه قرر عقد مؤتمر وطني حول الشباب في الربيع المقبل، «بهدف وضع الاستراتيجيات والآليات التي من شأنها رفع الحيف عنهم وإدماجهم في بلدهم»، وأضاف أنه «يجب وقاية الشباب من الرياح التي تعصف بقواربهم في البحر، ومن اليأس الذي يعرضهم إلى التلاعب بعقولهم وغسل أدمغتهم، والإلقاء بهم في ساحات المعارك».
وعلى صعيد آخر، دعت حركة نداء تونس الهيئة السياسية المنبثقة عن مؤتمر سوسة للانعقاد، اليوم الجمعة، وجاءت هذه الدعوة على خلفية الاستقالات المتتالية وتجميد العضوية والانسحابات التي أعلن عنها عدد من قياديي الحزب ونوابه. بينما أكد النائب عبدالرؤوف الماي، أن 22 نائباً هو مجموع المستقيلين من كتلة حركة نداء تونس بمجلس نواب الشعب، عقدوا اجتماعاً، أمس، من أجل الاتفاق حول اسم الكتلة البرلمانية الجديدة، بغرض التمكن من إيداع ملف الكتلة بالمجلس اليوم الجمعة، واعلان مسماها.
بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة، أصدر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قراراً يقضي بإخلاء سبيل 885 سجيناً كان قد تم القبض عليهم بتهمة تعاطي المخدرات، وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان لها، أن قائد السبسي قرر بموجب هذا العفو الإفراج عن 1178 سجيناً، من ضمنهم 885 محكوم عليهم بسبب استهلاك مادة مخدرة لأول مرة.