ارتبط اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإنجازات على الصعد كافة، وخلال العام الجاري 2015، الذي يطوي صفحاته الأخيرة، أطلق سموه العديد من المبادرات والمشاريع على مستوى الدولة، تحقق رفاهية المواطنين وترتقي بالخدمات المقدمة لكل من يعيش على أرض الإمارات.
وحافظت جهود سموه الوحدوية الملهمة على مكتسبات الدولة حيث عزز التخطيط الاستراتيجي العسكري والقدرات الدفاعية ما جعل قواتنا رائدة، تحظى بتقدير المؤسسات الدولية، وسعياً إلى علاقات وطيدة مع دول العالم، زار سموه العديد من البلدان، ملتقياً قادتها لبحث سبل التعاون، وأثناء جولات سموه الخارجية، تم توقيع اتفاقيات متنوعة، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، تعزز الخبرات وترتقي بالأداء، كما تنقل تجارب الدولة الرائدة إلى البلدان الأخرى.
وتحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في بذل وتسخير كل ما من شأنه دعم المواطنين بما يكفل استقرارهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، اعتمد المجلس التنفيذي الذي عقد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر 2015 مبلغ 17.5 مليار درهم مخصصات للمشاريع الرأسمالية خلال عام 2016 في مختلف قطاعات العمل الحكومي، منها تخصيص 5.9 مليارات درهم للإسكان، و4.3 مليارات درهم للبنية التحتية، و1.8 مليار درهم لقطاع التعليم، علاوة على 614 مليون درهم للمرافق الحكومية، و644 مليون درهم للمرافق الاجتماعية، ومخصصات أخرى في عدد من القطاعات الحيوية، ويعزز هذا الاعتماد مسيرة أبوظبي في تنفيذ خططها الشاملة لتطوير منظومة العمل في كافة القطاعات الحكومية بالإمارة، وسعيها الحثيث إلى الريادة والتميز بما يدعم تحقيق أهداف رؤية أبوظبي 2030.
ووافق المجلس التنفيذي على ترسية مناقصات أعمال إنشاء البنية التحتية لمشروع «الحي الإماراتي» والذي يقع في مدينة زايد بين مدينة محمد بن زايد ومطار أبوظبي الدولي وينقسم إلى ثلاثة عقود تشتمل على تجهيز البنية التحتية وشبكة الطرق ومسارات الخدمات، بالإضافة إلى 2755 قطعة أرض سكنية و37 مسجداً و47 حديقة و13 مدرسة لمختلف المراحل الدراسية، وتبلغ قيمة المشروع مليارين و367 مليون درهم، وسيخدم 370 ألف مواطن ضمن مجتمع سكني على مساحة 4500 هكتار بمرافق خدمية ومواصفات إنشائية وفق أحدث المعايير العالمية.
واعتمد المجلس التنفيذي مشروع إنشاء طريق مزدوج بطول 50 كم من مدينة زايد إلى مدينة المرفأ بقيمة إجمالية بلغت نحو 664 مليون درهم وذلك بهدف تطوير البنية التحتية وشبكة الطرق والمواصلات في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.
كما اطلع المجلس التنفيذي أيضاً على مستجدات تطور العمل في عدد من المشاريع الحكومية الجاري العمل عليها في مختلف قطاعات ومجالات العمل في الإمارة، مستعرضاً سير العمل في مشروع بوابة المقطع الإلكترونية والذي يهدف إلى تطوير نظام بيئة الموانئ في إمارة أبوظبي بتصميم متقدّم متوافق مع المعايير الدولية للأنظمة المعمول بها في هذا المجال.
واستعرض المجلس تطورات العمل في مشروع طريق أبوظبي – دبي الذي يمتد بين منطقتي سيح شعيب وتقاطع سويحان ويتألف من 4 حارات بكل اتجاه وبطول 62 كيلومترا وتصل تكلفته الإجمالية إلى 2.1 مليار درهم.
وتناول المجلس مراحل إنجاز مشروع جبل حفيت السكني في مدينة العين والذي يشمل 3000 وحدة سكنية و 8 مساجد، وعدداً من المرافق المجتمعية والخدمية على مساحة 453.8 هكتارا، ومشروع عين الفايضة السكني الممتد على مساحة 375 هكتارا والمتضمن 2000 وحدة سكنية، ومدارس، ومساجد، وعيادات صحية، ورياض أطفال، ومحال تجارية، ومركزاً رياضياً.
واستعرض المجلس على تطورات إنشاء مشروع مدينة الشيخ شخبوط الطبية في مدينة أبوظبي، والذي يقام على مساحة 245 ألف متر مربع، وطاقة استيعابية تشمل 732 سريراً، علاوة على غرف عمليات وأقسام للطوارئ والرعاية الفائقة والولادة ومركز للأبحاث الطبية، إضافة إلى مواقف للسيارات تحت المبنى تتسع لما يزيد على 1350 سيارة.
وكانت من أبرز المبادرات التي أقرها سموه في شهر مايو الماضي صرف دفعة جديدة من قروض الإسكان للمواطنين شملت 1200 مستفيد موزعين على مناطق الإمارة بقيمة إجمالية تصل إلى 2.4 مليار درهم والتي تغطي الدفعة الجديدة احتياجات المواطنين في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، حيث تتوزع القروض على 944 مستفيدا في أبوظبي و256 مستفيدا في المنطقتين الشرقية والغربية وتوزيع 263 مسكناً جديداً للمواطنين في منطقة الفلاح، و736 قطعة أرض سكنية في شمال الوثبة.
وتطبيقاً لأدوات الحوكمة المؤسسية وتطويرها في الجهات والمؤسسات الحكومية في أبوظبي، وتعزيزاً لمبدأ المساءلة الذي تنتهجه الحكومة، وجه سموه جهاز أبوظبي للمحاسبة بإنشاء «وحدة مكافحة الفساد»، وتتضمن مهام الوحدة التحقيق في المخالفات المالية وقضايا الفساد، ودراسة نواحي القصور في التشريعات والأنظمة المالية والإدارية ونظم الرقابة الداخلية في إمارة أبوظبي واقتراح وسائل معالجتها والحد من آثارها السلبية.
واعتمد المجلس التنفيذي إنشاء هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي، ودمج مجلس أبوظبي للتوطين بها بهدف توحيد الجهود المؤسسية الحالية لمنظومة تنمية وإدارة القوى العاملة في إمارة أبوظبي، وتطويرها بما يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية لقطاع الموارد البشرية، ووضع منظومة متكاملة تجمع بين التنمية والتخطيط الاستراتيجي والتشريع.
وأطلقت دائرة الشؤون البلدية مشروع ممشى قناة المقطع ممثلة في بلدية مدينة أبوظبي خلال مشاركتها في معرض سيتي سكيب 2015 بأبوظبي والذي تبلغ كلفته التقديرية 500 مليون درهم، ويشكل عند إنجازه واحدة من المناطق الحيوية وإحدى الوجهات الترفيهية والمجتمعية والسياحية المتكاملة في مدينة أبوظبي.
واعتمد سموه مقترح تطبيق الهوية الترويجية لإمارة أبوظبي على لوحات المركبات المسجلة في الإمارة، بما يساهم في الترويج لهويتها، وروعي في ذلك أن تكون اللوحات الجديدة ذات تصميم جمالي جديد ومبتكر تبرز تفرد وتميز أبوظبي كوجهة عالمية رائدة.
وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تقديم واجب العزاء في شهداء الحق والواجب من أفراد قواتنا المسلحة البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف في عملية «إعادة الأمل» في اليمن.
وواصل سموه زيارته الى إمارات ومدن ومناطق الدولة والتي استمرت من الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الى بداية شهر ديسمبر لتقديم خالص تعازيه ومواساته لجميع أسر وذوي الشهداء عقب الإعلان عن استشهاد نخبة من أبطالنا من خلال زيارته مجالس العزاء.
وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن.
ويختص المكتب بمتابعة احتياجات أسر الشهداء وبالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، وتقديم الدعم اللازم لأسرة وأبناء الشهيد وتأمين كافة أوجه الرعاية والاهتمام لهم.
وترجمة لحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخليد شهداء الوطن الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في مدينة أبوظبي، لتظل ذكرى شهداء الوطن الأبرار وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية محفورة في صفحات وذاكرة الوطن ووجدان أبناء الإمارات، وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة، لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بأن يتولى مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي مهمة الإشراف على تنفيذ النصب التذكاري ومتابعة الخطط والبرامج اللازمة بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة لتشييد هذا المعلم الوطني، وبما يليق باعتزاز الإمارات وفخرها بتضحيات وعطاء أبنائها الشهداء.
وزار سموه المصابين والجرحى من قواتنا المسلحة المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في عملية «إعادة الأمل» ودعم الشرعية في اليمن والذين كانوا يتلقون العلاج داخل الدولة.
وثمن سموه شجاعة رجالنا في ميادين العز والشرف والجهود التي يبذلونها مع أشقائهم في التحالف العربي في دفاعهم عن الحق والواجب ونصرة أخوانهم في اليمن.
وضمن مبادراته الإنسانية أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ستواصل سعيها الدؤوب من أجل بناء شراكات إقليمية ودولية فاعلة لمواجهة مختلف التحديات الإنسانية التي تواجه البشرية، وفي مقدمتها «تخليص البشرية من شلل الأطفال إلى الأبد» والقضاء على هذا التهديد الخطير للصحة العامة.