أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات اختارت منذ تأسيسها الالتزام بمبادئ القانون الدولي وتوخي التعايش السلمي مع جيرانها وتوسيع دائرة صداقاتها وتعاونها مع دول العالم كافة إضافة إلى نبذ استخدام القوة أو التلويح بها لحل الخلافات وتسوية النزاعات.
وقال سموه «نحن أهل سلم وبناء تنمية.. كنا وسنظل كذلك، لكن إذا استهدفنا أحد بالشر تصدينا له بكل إمكانياتنا وإذا فرضت علينا الحرب فنحن أهل لها، مضيفاً سموه أننا لم نبادر يوماً أحداً بعداء لكننا متأهبون دائماً لمواجهة من يحاول الاعتداء علينا».
وأضاف سموه في كلمة وجهها عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني الـ 44 للدولة أن شهداء الإمارات الأبرار منحوا الاحتفال باليوم الوطني بعداً سامياً جديداً وسيرتبط احتفال الدولة بهذه المناسبة باحتفائها بـ«يوم الشهيد» مما يعطي معنى الانتماء الوطني تجلياته القصوى ويصل بقيمة العطاء إلى ذراها العالية وقممها الشامخة..
فلا عطاء يداني افتداء الوطن بالروح التي هي سر الحياة ولا غاية في الحياة أسمى من غاية الجود بالنفس ولا شرف في الدنيا يعادل شرف الاستشهاد.
وأكد سموه أن أبناء الإمارات كما أثبتوا جدارتهم في بناء التنمية وتحقيق النهضة يثبتون في الحرب أنهم ذوو كفاءة وشجاعة وبأس وشكيمة وإقدام وأن الرفاه الذي يعيشه المواطن لم يفتر عزيمته بل زادها قوة وتصميما والمكتسبات التي تحققت في بلادنا حفزتنا أكثر لصيانتها والدفاع عنها.
وأشار سموه إلى أن الاهتمام بالتحديات الخارجية لم يكن على حساب الاهتمام بالشؤون الداخلية بل كان مدعاة لمزيد من العمل والإنجاز في ميادين العمل الوطني كافة إذ حققت الدولة تقدما في مؤشرات البحث والتطوير والابتكار كافة وحافظت على مكانتها بين مجموعة الدول ذات الاقتصادات المبنية على الابتكار والتي تشمل أقوى اقتصادات العالم مثل الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وسنغافورة.
قواتنا المسلحة
وجاء في نص كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة اليوم الوطني: أيها المواطنون والمواطنات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…أحييكم وأهنئكم بحلول يومنا الوطني الرابع والأربعين.. وأحيي وأهنئ أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
وأحيي وأهنئ قادة وضباط وجنود قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه البتار وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن وطننا وشعبنا وضيوفنا وزوارنا.. وأحيي أراوح شهدائنا الأبرار وأبارك لهم مقامهم السامي الذي ارتقوا إليه في جنات النعيم وضمير الوطن.. وأحيي أسر الشهداء مقدرا فيهم عمق إيمانهم وقوة يقينهم وصدق انتمائهم وأقول لهم: لقد منحكم أبناؤكم ومنحوا وطننا وشعبنا شرفا لا يدانيه شرف وأحيوا في ذاكرتنا سيرة أسلافنا الذين حافظوا على هذه الأرض وقدموا لها الغالي والنفيس وافتدوها بأرواحهم.
وقال سموه: إن المولى عز وجل الذي اختار شهداءنا للارتقاء إلى جواره قد أكرمنا بهم وأفاض بمآثرهم على وطننا وشعبنا بالخير والبركة فها هي دماؤهم الطاهرة تسري في عروق دولتنا فتزيدها قوة ومنعة وهيبة، وها هو ألق الشهادة يغمر شعبنا ومجتمعنا فيزيدهما انصهارا وتكاتفا وتلاحما وتماسكا.. وها هي سير الشهداء تمنح أجيالنا الناشئة نماذج ملهمة وقصصا عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
وما بدلوا تبديلا وحكايات عن أبطال منا وفينا آباء وإخوان وعيال عم وخال وربع ديرة وأبناء وطن، وها هم الشهداء ومعهم زملاؤهم في قواتنا المسلحة يؤكدون مجددا أن أبناء الإمارات أهل لمواجهة التحديات أيا كانت وكفؤ للتعامل مع تقلبات الدهر مهما بلغت حدتها معطاؤون في اليسر والعسر وفي أوقات الرخاء وأوقات الشدة وفي أزمنة السلم وأزمنة الحرب، وكما أثبت أبناء الإمارات جدارتهم في بناء التنمية وتحقيق النهضة يثبتون في الحرب أنهم ذوو كفاءة وشجاعة وبأس وشكيمة وإقدام..
عندما دعا الداعي أظهر أبناء الإمارات معدنهم الأصيل فأثبتوا أن الرخاء الذي ينعم به مجتمعنا لم يوهن عودنا بل زاده صلابة واستقامة وأن الرفاه الذي يعيشه مواطننا لم يفتر عزيمتنا بل زادها قوة وتصميما وأن المكتسبات التي حققناها في بلادنا قد حفزتنا أكثر لصيانتها والدفاع عنها.
وأضاف سموه: أيها المواطنون والمواطنات.. لقد منح شهداؤنا الأبرار احتفالنا بيومنا الوطني بعدا ساميا جديدا ومن الآن فصاعدا سيرتبط احتفالنا بيومنا الوطني باحتفائنا بيوم الشهيد مما يعطي معنى الانتماء الوطني تجلياته القصوى ويصل بقيمة العطاء إلى ذراها العالية وقممها الشامخة فلا عطاء يداني افتداء الوطن بالروح التي هي سر الحياة ولا غاية في الحياة أسمى من غاية الجود بالنفس.
ولا شرف في الدنيا يعادل شرف الاستشهاد، ويكفي الشهداء فخرا أنهم أضافوا عطر الشهادة إلى سرديتنا التاريخية في حقبتها المعاصرة فأحيوا ذكرى من سبقوهم على الدرب واستقروا نجوما في فضاء حاضرنا ومستقبلنا تضيء الطريق وتشحذ الهمم وتستحث العطاء للوطن..
ويكفيهم فخرا أنهم وضعوا وساما جديدا على صدر قواتنا المسلحة يجسد أخلاقيتها وروح الفداء الكامنة في أفئدة منسوبيها فالتحية والتقدير لرفاق السلاح زملاء الشهداء إخواني وأبنائي القادة والضباط والجنود على حسن تلبيتهم لنداء الواجب وعلى ما أظهروا من كفاءة واحترافية في عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
وتابع سموه: لقد قدمت قواتنا المسلحة بأداء فرسانها في البر والجو والبحر تأكيدا جديدا على جدارة وصواب نهجنا في التنمية الشاملة فقد كان بناء جيش عصري بكوادر وطنية على أعلى مستوى في مقدم أولويات حقبة التأسيس منذ انطلاقتها في مثل هذا اليوم قبل أربعة وأربعين عاما بقيادة والدنا ورمز اتحادنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وهي الأولوية التي تعززت في حقبة التمكين والتميز بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإشراف ومتابعة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظهما الله.
وقال سموه: أيها المواطنون والمواطنات..منذ تأسيس دولتنا اخترنا الالتزام بمبادئ القانون الدولي وتوخينا التعايش السلمي مع جيراننا وتوسيع دائرة صداقاتنا وتعاوننا مع دول العالم كافة ونبذ استخدام القوة أو التلويح بها لحل الخلافات وتسوية النزاعات.
وفي الوقت نفسه حرصنا على بناء قدراتنا الذاتية لحماية وطننا واستقلالنا ومكتسباتنا وردع كل من يفكر في الاعتداء علينا أو يسعى للعبث بأمننا واستقرارنا، نحن أهل سلم وبناء تنمية.. كنا كذلك وسنظل كذلك.. ولكن إذا استهدفنا أحد بالشر تصدينا له بكل إمكانياتنا وإذا فرضت علينا الحرب فنحن أهل لها.
لم نبادر يوما أحدا بعداء لكننا متأهبون دائما لمواجهة من يحاول الاعتداء علينا، وإن قواتنا المسلحة وهي تشارك في عاصفة الحزم وإعادة الأمل إنما تخوض حربا فرضت علينا..لقد لبينا وأشقاؤنا نداء اليمن نصرة لشعبه وشرعيته ودفعا للعدوان عليه قبل أن يستقر ويتمدد وإخمادا لنيران الغدر قبل أن يتطاير شررها ويشعل الحرائق في منطقتنا ويعرض استقرار دولها وأمن أهلها ومكتسباتهم لخطر جسيم.
وأضاف سموه: لقد عميت قلوب المعتدين عن حقيقة وحدة أمن دول مجلس التعاون الذي هو جزء من الأمن العربي.. وعميت قلوبهم عن حقيقة ارتباط أمن دول المجلس بأمن اليمن وبأن دول المجلس لن تسمح بتحول اليمن إلى مصدر خطر على أمنها واستقرارها..
ومنذ انفجار الوضع الداخلي في اليمن في مطلع العام 2011 ودول مجلس التعاون تسعى بكل إمكانياتها لمساعدة الإخوة اليمنيين على الخروج من عنق زجاجة الخلافات والعنف إلى رحاب المصالحة والتنمية، وتحركت جهود المجلس في مسارين سياسي تمثل في المبادرة الخليجية واقتصادي تمثل في مؤتمرات المانحين وأصدقاء اليمن.
وتحقق النجاح في المسارين وانطلق اليمن في طريق السلم والإعمار والبناء إلى أن وقع الانقلاب على الشرعية عاصفا بكل ما تم إنجازه ومنذرا باضطراب طويل الأمد يتحول فيه اليمن إلى مصدر تهديد دائم لأمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون كافة التي باتت تتحمل عبء النهوض بالوضع العربي إلى حال مغايرة لحاله الراهنة.
وتابع سموه: مع مضي التحالف العربي قدما في تحقيق أهدافه بعد نجاحه في إعادة الشرعية إلى معظم أراضي اليمن ومناطقه الاستراتيجية فإننا نتطلع إلى يوم قريب تضع فيه هذه الحرب المفروضة علينا أوزارها بنفاذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 واقتلاع الشر من جذوره وعودة اليمن لأهله ودخوله بمساعدة أشقائه في حقبة إعادة الإعمار التي بدأت في المناطق المحررة.. أيها المواطنون والمواطنات..
إلى جانب الأزمة اليمنية التي استدعت منا تدخلا مباشرة فإننا معنيون بأزمات استفحلت في دول عربية أخرى وأدخلت عالمنا العربي في مخاض تاريخي حاسم يحدد مساره مصير العرب ومستقبل الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وجوارها بل في العالم بأسره.. لقد أدخلت هذه الأزمات عالمنا العربي في امتحان عسير وفرضت على دول مجلس التعاون تحديات لم تكن مسؤولة عن نشوئها وحملتها أعباء لم تكن راغبة فيها.
وإن تحقيق النجاح الناجز في مواجهة هذه التحديات يتطلب تعزيز وحدة دول المجلس وتوحيد المواقف من الأزمات العربية بحيث لا تخصم التباينات من إنجازات المجلس العديدة بخاصة على صعيد الداخل الخليجي.. وأنا أعلق آمالا كبيرة على قادة دول المجلس وعلى دورة قمة المجلس السادسة والثلاثين التي ستعقد بعد أيام في الرياض.
وقال سموه: أبناء وبنات وطني.. ونحن ننهض للقيام بدورنا في اليمن الشقيق وفي مواجهة التحديات التي يمر بها عالمنا العربي فإننا لا ننسى لحظة أن التحديات لا تنطوي على أخطار فقط إنما أيضا على مجالات للتطوير.. نحن في دولة الإمارات نرى مجالات عديدة للتطوير ونبذل ما في وسعنا للعمل يدا بيد مع أشقائنا المدركين لحجم وطبيعة الأخطار المحيطة بأمتنا..
نرى إمكانية بناء نظام عربي جديد يحفظ للعرب وجودهم ويصون حقوقهم ويحد من التدخلات الأجنبية في شؤونهم ويمنحهم فاعلية إيجابية في منطقتهم التي تتسابق قواها الإقليمية على النفوذ وفي عالمهم الذي تتدافع قواه الكبرى وراء مصالحها غير آبهة بمصالح الآخرين ولا بمصائرهم.. وفي المأساة الكارثية التي يعيشها الشعب السوري خير مثال.. وكما نجحت دول عربية في بناء تحالف عاصفة الحزم وإعادة الأمل فإن هذه الدول نفسها مؤهلة لتكون النواة الصلبة للنظام الإقليمي العربي المأمول..
ونرى إمكانية التأكيد على صحيح الدين وتوطيد دوره في توحيد الأمة والحفز على تقدمها وتحقيق نهضتها.. لابد من إغلاق الثغرات التي يتسلل منها التطرف والغلو والإرهاب والكراهية..ولا بديل عن المواجهة الحاسمة مع مستغلي الدين في غير مقاصده الشرعية فقد شوه هؤلاء ديننا الحنيف بأكثر مما يقدر عليه خصومه وألحقوا به وبالمسلمين جميعاً أضراراً غير مسبوقة في حجمها وعمقها وآثارها.
وأضاف سموه: إن هذه المجالات السانحة ليست خيارا مطروحا نأخذ به أو نتركه أو نؤجله فالعرب في محك تاريخي وفي مفترق طرق.. خيارنا أن نقارب هذه الفرص ونسعى مع أشقائنا للخروج بأمتنا إلى طريق الأمان والتنمية والنهضة.
أيها المواطنون والمواطنات إذا كانت التحديات الخارجية قد حظيت منا حكومة وشعبا بالاهتمام الذي تستحق فإن ذلك لم يكن على حساب اهتمامنا بشؤوننا الداخلية بل كان مدعاة لمزيد من العمل والإنجاز في ميادين العمل الوطني كافة..
فقد عززت حكومتكم نهجها في التخطيط الاستراتيجي وإطلاق المشاريع والمبادرات الجديدة وتوخي أفضل الممارسات في الأداء الحكومي وتنفيذ الخطط وابتكار مبادرات التمكين والتطوير والتميز، وسجل العام الاتحادي الثالث والأربعون إنجازات تضيف إلى مكتسباتنا وتنمي قدرات أبنائنا وترفد التنمية الشاملة بعناصر استدامة إضافية وتقوي مكانة دولتنا وتسير بها إلى مراتب أكثر تقدما في مؤشرات التنمية الشاملة والتنافسية العالمية..
وعلى سبيل المثال لا الحصر جاءت دولتنا بين العشرة الأوائل عالميا في 12 مؤشرا من أصل 21 تتعلق بالأداء الحكومي وحلت في المركز الأول في الكفاءة الحكومية وجودة القرارات وغياب البيروقراطية والأولويات الحكومية في قطاع السياحة والسفر وجودة الطرق وتنمية المناطق الحرة.
وتقدمت إلى المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر ثقة الشعب بالقيادة السياسية بعد سنغافورة التي تحتل المرتبة الأولى منذ سنوات عديدة، وتقدمت دولتنا في مؤشرات البحث والتطوير والابتكار كافة وحافظت على مكانتها بين مجموعة الدول ذات الاقتصادات المبنية على الابتكار.
والتي تشمل أقوى اقتصادات العالم مثل الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وسنغافورة، وحافظت على المركز الثاني عالميا في جودة البنية التحتية المتكاملة، وتقدمت إلى المركز الثالث في مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا وفي القدرة على استبقاء المواهب.
وتقدمت من المركز الثامن عشر إلى التاسع في مؤشر إنترنت المدارس ومن الرابع عشر إلى الحادي عشر في جودة رياض الأطفال ومن الخامس عشر إلى الثاني عشر في جودة النظام التعليمي وكفاءة تدريب كوادر التعليم.
وكعهدنا في كل عام أصدرنا ميزانية 2016 في وقت مبكر وفي إطار الدورة الثانية 2014 – 2017 لميزانية السنوات الثلاث المتوافقة مع الدورة الاستراتيجية للحكومة ليتواصل بذلك ترشيد الأداء المالي وتعظيم مردوده ورفع كفاءته وتعميق شفافيته، وهكذا صدرت الميزانية من دون عجز ورصد لنفقاتها 48.556 مليار درهم خصص النصيب الأكبر منها للقطاعات ذات الصلة المباشرة بالمواطنين وخدماتهم.
خارطة طريق
وتابع سموه: فيما تنفذ الحكومة بنجاح خارطة طريق التحول نحو الحكومة الذكية وتتطلع إلى تقليل نسبة مراجعي مراكزنا الاتحادية بنسبة 80 في المائة في العام 2018 فإننا نواصل مسيرتنا في بناء القيادات التي بدأناها في العام 2003 ببرنامج إعداد القادة ووسعناها في العام 2008 ببرنامج قيادات حكومة الإمارات والقيادات النسائية.
كما أطلقنا برنامج «قائد القرن الحادي والعشرين» لإعداد قيادات قادرة على استيعاب معارف العصر واتقان لغته ومواكبة متغيراته السريعة وقيادة فرق العمل وتعويدها على التفكير الخلاق وتشجيعها على المبادرة وخوض التجارب وابتكار الحلول، وتطويرا للتفاعل الإيجابي مع الاتجاهات العالمية الصاعدة في حقول الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة واقتصاد المعرفة أطلقنا السياسة العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار التي تتضمن مائة مبادرة وتبلغ استثماراتها 300 مليار درهم لتكون مظلة جامعة للطاقات والكوادر الوطنية المميزة وإطارا لبناء المواهب والقدرات ونشر ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الأعمال وتقديم خدمات ترتقي بنوعية الحياة وتدفع باقتصادنا إلى آفاق جديدة.
إن دولتنا التي تتبوأ المركز الأول عربيا في الابتكار مصممة على أن تكون خلال السنوات القليلة المقبلة ضمن الأفضل عالميا ذلك أن الابتكار هو المحور الأهم في القطاعات التي تقود اقتصاد العالم اليوم وفي المستقبل. وبمقدار ما تسري ثقافة الابتكار في مجتمعنا ومدارسنا وجامعاتنا وقطاعينا الحكومي والخاص سيكون حضورنا في هذه القطاعات فعالاً ومنافساً.
الإمارات اختارت منذ تأسيسها الالتزام بمبادئ القانون الدولي
دولتنا تسعى إلى التعايش السلمي مع جيرانها وتوسيع دائرة صداقاتها مع دول العالم
ننبذ استخدام القوة أو التلويح بها لحل الخلافات وتسوية النزاعات
نحن أهل سلم وبناء تنمية لكن إذا فرضت علينا الحرب فنحن أهل لها
لم نبادر يوماً أحداً بعداء لكننا متأهبون لمواجهة من يحاول الاعتداء علينا
شهداء الإمارات الأبرار منحوا الاحتفال باليوم الوطني بعداً سامياً
أبناؤنا كما أثبتوا جدارتهم في تحقيق النهضة يثبتون في الحرب أنهم ذوو شجاعة وبأس
رفاه المواطن لم يفتر عزيمته بل زادها قوة وتصميماً ومكتسبات بلادنا حفزتنا لصيانتها
الاهتمام بالتحديات الخارجية لم يكن على حساب الشؤون الداخلية بل بمزيد من العمل
حافظت الدولة على مكانتها بين الدول ذات اقتصادات الابتكار والأقوى في العالم
أحيي أسر الشهداء مقدراً فيهم عمق إيمانهم وقوة يقينهم وصدق انتمائهم
أقول لذوي البواسل: لقد منحكم أبناؤكم ومنحوا وطننا وشعبنا شرفاً لا يدانيه شرف
الشهداء أحيوا في ذاكرتنا سيرة أسلافنا الذين حافظوا على أرضنا وافتدوها بأرواحهم
ألق الشهادة يغمر شعبنا ومجتمعنا فيزيدهما انصهاراً وتكاتفاً وتلاحماً وتماسكاً
سير الشهداء تمنح أجيالنا الناشئة نماذج ملهمة وقصصاً عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
حكايات البواسل عن أبطال منا وفينا آباء وإخوان وعيال عم وخال وربع ديرة وأبناء وطن
قواتنا المسلحة بأداء فرسانها أكدت على جدارة وصواب نهجنا في التنمية الشاملة
بناء جيش عصري بكوادر وطنية على أعلى مستوى كان من أولويات حقبة التأسيس
قواتنا المسلحة وهي تشارك في عاصفة الحزم وإعادة الأمل تخوض حرباً فرضت علينا
لبينا وأشقاؤنا نداء اليمن نصرة لشعبه وشرعيته ودفعاً للعدوان عليه قبل أن يستقر ويتمدد
شاركنا في الحرب إخماداً لنيران الغدر قبل أن يتطاير شررها ويشعل الحرائق في منطقتنا
عميت قلوب المعتدين عن حقيقة وحدة أمن دول «التعاون» الذي هو جزء من الأمن العربي
وقع الانقلاب على الشرعية منذراً باضطراب طويل الأمد يتحول فيه اليمن إلى مصدر تهديد
نتطلع إلى يوم قريب تضع فيه الحرب أوزارها بنفاذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216
إننا معنيون بأزمات استفحلت وأدخلت عالمنا العربي في مخاض تاريخي حاسم
أعلّق آمالاً كبيرة على قادة “التعاون” ودورة قمة المجلس 36 في الرياض
سموه: التحديات لا تخيفنا ولا تربكنا بل تدعونا إلى مزيد من التلاحم
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: في هذا العام نجحنا في إعفاء أبناء الإمارات من تأشيرة الدخول المسبقة إلى دول الاتحاد الأوروبي وهذا الإعفاء يجسد مكانة دولتنا وسمعتنا الطيبة وهو اعتراف بكفاءة مؤسستنا الحكومية والأمنية وتقدير لمناقب الإماراتيين ومكارم أخلاقهم..
أشكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفريق عمله الذين كانوا بمهنيتهم العالية وجهدهم الدؤوب وراء هذا النجاح، ومن هذه المحطات المهمة إنجاز الدورة الثالثة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بتوسع كبير في الهيئات الانتخابية التي ارتفع عددها إلى 224 ألفا و 304 من 129 ألفا و 274 في العام 2011 بنسبة زيادة بلغت 82 في المائة..
وقد تكلل هذا الإنجاز بانتخاب أعضاء المجلس زميلتهم الدكتورة أمل القبيسي رئيسا لمجلسهم في سابقة عربية تؤكد نجاح نهجنا في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في ميادين العمل الوطني كافة على قدم المساواة مع أخيها الرجل.. وهكذا تتحرك التنمية السياسية في مسارها الصاعد وتأخذ حيزها كاملا في مسيرة التنمية الشاملة وفي برنامج العمل الوطني الذي أطلقه صاحب السمو رئيس الدولة لتمكين الوطن والمواطن.
وقال سموه: محطة أخرى مهمة سجلت صدور قانون مكافحة التمييز والكراهية وسريانه والعمل بمقتضياته.. إن هذا القانون وهو الأول من نوعه في منطقتنا وعالمنا العربي إنجاز مهم يضيف إلى تشريعاتنا في مجال حقوق الإنسان وواجباته ويشير إلى المستوى الحضاري لدولتنا، وأهمية هذا القانون أنه يستلهم مقاصد شريعتنا الغراء ويجسد قيمنا وأعرافنا ويؤكد على مكارم الأخلاق التي هي عماد ديننا.
وبهذا القانون نضيف إلى مصادر قوة ومتانة نسيجنا الاجتماعي وإلى آليات حماية وطننا وشعبنا من أوبئة التعصب والتمييز والكراهية التي ينشرها فكر التطرف والإرهاب والجهل والتخلف في الفضاءين العربي والإسلامي وعبر العالم. وقال سموه: أيها المواطنون والمواطنات نحن بخير ووطنا بخير..
في مناسبة حلول يومنا الوطني نستذكر مسيرة بناء دولتنا ومجتمعنا فتغمرنا مشاعر الفخر والاعتزاز بنموذجنا الإماراتي المشع بالحيوية والإنجازات وتتعمق في نفوسنا معاني الولاء والانتماء. ونستذكر أيضاً التحديات التي واجهناها ونجحنا في تجاوز صغيرها وكبيرها فنزداد ثقة بأنفسنا وبنهجنا وسياساتنا ونزداد اطمئنانا على حاضرنا ومستقبلنا.. التحديات لا تخيفنا ولا تربكنا بل تحفزنا على تنمية مصادر قوتنا الذاتية وتدعونا إلى مزيد من التلاحم والتكاتف واليقظة والتأهب والعطاء للوطن .