|  آخر تحديث يوليو 2, 2018 , 4:22 ص

الإمارات تدعو إلى تحالفات استراتيجية لمكافحة الخطاب الإرهابي


أكدت أهمية تمكين الشباب ضمن مجتمعات سلمية قائمة على قيم التسامح

الإمارات تدعو إلى تحالفات استراتيجية لمكافحة الخطاب الإرهابي



دعت دولة الإمارات إلى إنشاء تحالفات استراتيجية دولية تهدف إلى تعزيز مكافحة الخطاب الإرهابي حول العالم.

وحذّر سالم الزعابي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، في البيان الذي أدلى به أمام المؤتمر رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة على مدار يومين لرؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب بالدول الأعضاء، من التحديات الدولية المعقدة والخطيرة التي تشكلها ظاهرة الإرهاب العابرة الحدود، التي لا تنحصر آثارها على دول معينة فحسب، بل تمتد تهديداتها إلى العديد من الدول والقارات حول العالم، مشيراً إلى أنه «ليس هناك أي منطقة في العالم لا يستهدفها شر هذا الوباء الذي يعيش على نشر الظلم والقتل والصراع الطائفي».

 

وأعرب عن قناعة دولة الإمارات بأن التصدي للإرهاب بأشكاله كلها يتطلب وضع استراتيجيات شاملة ومتعددة الأطراف ترتكز في جوهرها على الوقاية ومنع التطرف، مجدداً التزام الدولة منذ تأسيسها بنهج لا يقوم على مكافحة الإرهاب والتصدي له فحسب، وإنما يمتد لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف والكراهية وتحرض على القتل والدمار.

وشدد على أهمية الحد من الراديكالية عبر مكافحة الخطاب المتطرف ورسائله، لاسيما في وقت أظهرت فيه المجموعات الإرهابية تطوراً في آليات الخطابة لديها، مستغلة بذلك الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائلها، وجذب الأفراد بما فيهم الشباب نحو التطرف.

ولفت إلى أن دولة الإمارات لا تركز في جهود مكافحتها هذه الأعمال على تحصين الشباب من الخطاب الإرهابي فقط، بل تحرص، أيضاً، على أن يكونوا في مقدمة الجهود الرامية لمنع التطرف.

وقال الزعابي: «نحن نؤمن بأن الشباب هم الفئة الأنسب للخروج بحلول عملية وأفكار مبتكرة للتحديات التي تواجههم.. لذلك، قمنا بتأسيس مجالس للشباب على جميع مستويات الحكومة، بحيث تشكل هذه المجالس جسراً للتعبير عن آراء الشباب وطموحاتهم».. منوهاً إلى ما تقوم به وزيرة الدولة للشباب، ضمن خطة وطنية وضعها الشباب أنفسهم، بوضع السياسات التي تستجيب لاحتياجات الشباب وتستثمر في طاقاتهم الإيجابية.

وتطرق إلى الحلقة الشبابية التي نظمها «مجلس الإمارات للشباب» بالتعاون مع مركز «هداية» لمكافحة التطرف، على هامش افتتاح الدورة الـ 72 للجمعية العامة، موضحاً أن هدف الحلقة تركز على بحث سبل تمكين طاقات الشباب لمحاربة التطرف، لافتاً إلى حرص حكومة الإمارات على وضع مناهج تعليمية نقية من الأفكار المتطرفة، وتقوم على مبدأ التسامح وتقبل الآخر.

 

واستعرض الزعابي جانباً آخر من الجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات لمكافحة التطرف، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك ترؤسها، بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، مجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي التابعة للتحالف ضد «داعش»، إضافة إلى تعزيزها المتواصل عمل مركز «صواب» في أبوظبي، الهادف في جهوده إلى مكافحة أكاذيب «داعش» وفضحها عبر إطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفاً عن أن هذا المركز يقدم الدعم للتحالف الدولي ضد «داعش»، ويتعاون مع الدول الأعضاء فيه، ومع عدد من الأفراد والمؤسسات الأخرى المعنية بالتصدي للخطاب المتطرف.

ونوّه باستضافة الدولة، خلال مايو 2017، المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني الذي صدر عنه «إعلان أبوظبي حول تجريم الإرهاب الإلكتروني»، مبيناً أن هدف المؤتمر تركز على إيجاد تحرك دولي منسق وسريع إزاء المخاطر والتهديدات الإرهابية الإلكترونية، وخاصة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية التي تنطلق من الفضاء الإلكتروني، وتنعكس بمخاطرها على الأفراد والمجتمعات والدول عامة.

وجدد سالم الزعابي، موقف الإمارات المؤكد أهمية تعزيز التنسيق والتعاون الفاعل على المستوى الدولي، بما في ذلك تطوير شراكات دولية واسعة ووثيقة ترمي إلى مكافحة الخطاب الإرهابي وتعزيز تبادل المعلومات والمشاركة الأفضل للممارسات المعمول بها بين الدول لتحسين جهود المكافحة.

ودعا، في ختام بيانه، المجتمع الدولي إلى صناعة مستقبل للشعوب محصن من خطر الإرهاب، ويمكن في الوقت نفسه الشباب من تحقيق طموحاتهم في العيش الكريم ضمن مجتمعات سلمية قائمة على قيم التسامح والحوار، معتبراً كل هذه الأهداف في نهاية المطاف بمثابة ركائز إنسانية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com