|  آخر تحديث مايو 27, 2018 , 4:25 ص

#رنا_مروان | تكتب: ” تذكرةٌ من نور “


#رنا_مروان | تكتب: ” تذكرةٌ من نور “



خيطٌ من نور ..

رِفقكَ بالناس وحُسن معاملتِكَ لَهُم وإن أسآوا إليك، هو مِنْ أثرِ نعمة الله عليك، بإحسانه ورفقك به سُبحانه. أنتَ حينما تعفوا عن كثير وتُقابِلُ بالجميل، فهذا من عظيم مَنِّ الله عليك برضوانِه، ودليلٌ على إحسان الله لقلبك، من يُحسِنُ الله قلبَه يُحسن للناس بلا أدنى تفكير، ومنْ يُبادرُ العفوَ والتقوى، يسَّرَ الله له ذلك بأن يكون قلبُه للعفوِ مأوى، وما أسرَّ ذلك من بُشرَى .

لذلك أخي المؤمن، أختي المؤمنة، أنتَ حينما تعفوا، تصفح، تُسامِح وتدفعُ البلوى بالحُسنى، يكتب الله لك الأجر مضاعفا، لا تخدعْكَ وساوس الشيطان، وحاذر أن يبتليكَ الله بإعراضِك عن الرفق بخلقِه، لا يوسوساً لك الشيطان بقولٍ فيدفعك لإيذاء فُلان، أو الردِّ على الشتيمة بشتيمة أكبر منها، أو لعلّها أدنى منها، فالشتائمُ لا تُقاس بالكبر وإنما بمدى القُبحِ والدنوِ، فتدنوا أكرمك الله .

أعزّائي، من يرحمِ الله قلبَه تراه راحماً بالناس من حولِه، ومن يرزقه الله الرضا تراهُ ذا حُسن سيرةٍ في قومِه، ومن يُحببه الله تُحببه ملائكة الأرض والسماء، لا تقابِلنّ الإساءة بالإسائة فتسقط من عينِ الرضا، فتشقى!!

نحنُ لا شيء، خُلقنا أجمعين من ماءٍ مهين، وبلا رحمة الله نحنُ مستنزفونَ لا محالة، دائماً وأبدا، إن يسَّرَ الله لك إمتحاناً بالرأفة والرحمَة فتذكّر بأن من يرحمْهُ الله يرحم الناس من حوله، واجتز ذلك الإمتحان بإمتياز الرحمَة، لا تُقارِن نفسك في عينِ الملأ ماذا عنك يقولون!! وانظر إلى عين ربِّكَ هل هوَ عنكَ راضٍ في هذه اللحظة وفي ملأ السمـٰوات والأرض هل أنتَ مذكورٌ أم مشؤوم .

الله سُبحانه وتعالى، جعل العشر الأوائل من رمضان، عشرُ رحمَة، يسأل فيها العبدُ ربَّه الرحمة ليل نهار، ويبتغي فيها الرحمة بكل صور الإحسان، فانظر إلى نفسِك، هل تراك ترحم الناس بعدما كنت عكس ذلك تفعل؟ هل تراك تعفوا وتصفح؟ أم أنّك ما زلت على حالك لا تُطاق؟ إن سألتَ الله الرحمة يا طيّب الروح، فاسعَ لتكون مرحوماً رحيماً بنفسك وبخلق ربِّك، لا تسأل الله الرحمة وأنت تسيرُ بين الناسِ شتّاماً تُقابِل الدنوَ بالدنو، أمرَنا الله بالتوكل عليه والدعاء وأخبرنا بأنّ الإستجابة والتغيير يتطلبان تغيير النفس أولا (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ)) فغيّر ما بنفسك أعزّك الله يساعدك الله لتحقق ذلك التغيير، وإسأل الله من بعد الرحمة المغفرة، ومارِس خصلة المغفرة على الخلق، واستشعر بذلك نعمة الله على قلبك تكن أهنأ الناس.

 

 

بقلم: رنـا مروان – (الأردن)


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com