|  آخر تحديث مارس 8, 2018 , 23:54 م

البيت متوحد في دار زايد


البيت متوحد في دار زايد



تذكرت قبل أيام هذه الكلمة الجميلة التي قالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «البيت متوحد»، ففي الوقت الذي نشاهد فيه أعلاماً كثيرة لدول عديدة تحرق وتهان، وأحياناً تكون على ملابس الجنود الذين يقتلون شعوبهم والأبرياء، كان البيت متوحداً في دولة الإمارات، فرفع الناس فيها أعلام الدولة في كل مكان، في اجتماع تام وكلمة واحدة، وفوق هذا كله حب صادق بين الحاكم والمحكوم، قل أن يوجد نظيره في هذا الزمان، فاللهم ربنا لك الحمد، وهذه النعمة العظيمة تحتاج منا إلى شكر الله، فبالشكر تدوم النعم، وأيضاً تحتاج منا إلى اجتماع واتحاد في وقت تسود فيه لغة الفوضى بعض البلدان والشعوب، فمن خصائص عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة الدعوة إلى السمع والطاعة لولاة الأمر، ومن أسباب الخير الذي نعيش فيه بعد توفيق الله: اجتماع الكلمة ووحدة الصف والسمع والطاعة لرئيس الدولة زاده الله من فضله، والنبي، صلى الله عليه وسلم، لما تكلم عن الفتن أوصى الصحابة الكرام بلزوم السمع والطاعة لولاة الأمر، فقال كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم يرَ بعدي اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة»، فهذه هي الوصية النبوية خصوصاً في أوقات الفتن، وليس الكلام عن طاعة ولي الأمر من باب المجاملة للحكام والسلاطين، بل المسألة شرع ودين واتباع للنصوص المتكاثرة في هذا الباب، وهذا التقارب الكبير بين الحاكم والمحكوم في الإمارات، مع المحبة والوفاء والصدق، سبب كبير لإغاظة كل متربص وحاسد وحاقد، فأكثر ما يؤلم الأعداء اجتماع كلمتنا ووحدة صفنا، وأما التنازع والخلاف فسبب عظيم لطمع الأعداء، وهذا أمر مشاهد في بعض الدول، فما تسلط عليهم عدوهم إلا بعد تفرق كلمتهم.

 

لقد رفع ولاة أمرنا العلم مع الناس في الأماكن العامة من دون حرس أو متاريس أو نقاط تفتيش، وهذا من تواضعهم جزاهم الله خيراً ففي بلدان كثيرة لا يمكن أبداً أن يشاهد الناس مثل هذه المشاهد، بل إذا ذكر الحاكم خاف الناس على أنفسهم، فإذا جلسوا مجلساً خاصاً سمعت منهم كلاماً قبيحاً عن حكامهم بسبب بطشهم وظلمهم، بينما الحال في بلادنا الإمارات الحبيبة مختلفة تماماً، وأسأل الله أن يجعل لولاة أمرنا الكرام نصيباً من قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم».

 

 

بقلم: محمد عبدالمجيد علي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com