|  آخر تحديث نوفمبر 2, 2017 , 16:21 م

“هي كل النساء”


“هي كل النساء”



هي من تلك النساء اللواتي يغطين خيبتهن بعشوائية طفلة
فتجدها تضحك دون سبب ..
وتتحدث في أي موضوع دون معنى ..
تتزلج فوق (سيراميك ) أي أرضية تصادفها حتى وإن كانت في قسم طوارئ مشفى ..

تستذكر من أرسل لها رسالة هاتفية أو عبر الواتس أب قبل أسابيع .. فتجيبها بعد أن قررت حينها أن مرسلها مزعج لا يستحق انتباهها .. ثم تحشو يومها بالمناسبات الأجتماعية فتَعودُ فلانة بعد أن تعافت من مرض قبل أربعة أشهر ، وتقدم التهاني لزوجين مرّ على حفل زواجهما نصف عام ..

 

ترافق للسوق من تحججت لها بألف حجة من قبل بأنّ وقتها مشغول لآخره ولا ثانية واحدة حرة تستغلّها في رؤيتها ،لتتخلّص من ثقل دمها ..

هي من تلك النساء اللواتي أيقنَّ .. أن النوم مبكّرا حلّا للهروب من حب لم يكتب له الولادة ..
تضع رأسها ليلا فوق وسادتها فتصطف خيباتها كسرية نمل منظمة الخطى نحو رأسها تدخل واحدة وتخرج أخرى .. تبعثر أفكارها تدق وتدق بأقدامها همومها وانكساراتها إلى أن يطلع الفجر فتغرقها بالدموع ، تشهق بوجعها فيقف في حلق الصباح ..

 

لكنها تلك الأنثى التي تغادر فراشها البارد ..تبتسم لعينيّها المتورّمتين ووجهها المحتقن ..تبدل ملابسها وتمحو أثر الليل من فوق وجهها ، تستبدل رائحة همومها العفنة بعطر الياسمين .. تزيّن سرير دموعها بمساكارا وتغطيها بالكحل.. تتمرد على ضعفها بسهم آي لاينر مرفوع الرأس ، تمدّ لسانها لنفسها وتغادر لعملها..

 

 

بقلم: مُسيّد المومني 

عضو رابطة الكتاب الأردنيين 
أمين سر رابطة كتاب عجلون 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com