|  آخر تحديث مايو 10, 2017 , 21:54 م

مسافة أمان


بقلم: خولة الطنيجي - ( الإمارات )

مسافة أمان



يحكى أن صديقاً مر من هنا ، وأستوقفته ذكريات لأيام مضت ، ولكن كيف مضت ؟!
كان يقدم الخير ولا يبالي ، ولا ينتظر المردود من الآخرين ، وكان يظن في قرارة ذاته ، أن العالم يبادله نفس الشعور والمنزلة …
لم يكن يعلم يوماً ، أن هناك مسافة تسمى بالأمان ، وأن هناك عطاء له حدود …
ولم يكن يعلم أيضاً أن ما يقدمه للآخرين حباً وإجلالاً لهم ، ما هو إلا جسر عبور ، أو لحظة إحتياج أو لتكن ما تكن ..

لا يهم مسماها أياً كان ، ولكن نتائجها هي الأهم …
كان يساعد هذا وذاك ، ويقف مع هذه وتلك ، وكان يقدم الغالي والنفيس ، كان يحرق نفسه من أجل الآخرين ، و يقدم فوق ما يستطيع ولا يشعرهم بذلك ، إن كانت هناك مناسبة هو أول من شارك بها ، وإن كانت هناك حاجة هو أول من يبادر لها ، وإن كانت هناك مشكلة هو أول من يبادر بحلها ، وإن وإن وإن ….
لم يتوقع يوماً أن جزاءه الإهمال والتهميش ، لا يعلم ولم يكن يعى تصرفاته على الإطلاق .
كان يعمل هذا بحب صادق لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .
ولكن ؛ حدث ما لم يكن بالحسبان ، شائت الأقدار أن يحتاجهم ، أو بالأحرى وبحكم الأخوة والصداقة
ظن أن له الحق في إسترجاع القليل القليل من عطاءه .
ولكنه سرعان ما أنصدم !!!
أي خذلان هذا ؟! وأي صدمة تلك ؟!!!
لم يكن يعلم برجود مسافة الأمان ، لم يكن يعي معنى ومسمى هذه الكلمة وإلى أين قد تصل بك ؟!
هگذا نحن البشر ، عندما نقدم ونحب الأشخاص من قلوبنا ، يگون عطائنا لهم بلا حدود ، علماً أنهم لم يطلبوا منا ذلك ، نحن من عودناهم على هذا ، ونحن من بادرنا به …
ظل يسترجع ويسترجع ويسترجع ما جرى ، ولكنه هذه المره بوعي ، لم يحملهم الذنب ، لأن لا ذنب لهم من الأساس ، بل حمل نفسه المسؤولية المباشرة لنتائجه وحصاده ، فهو من زرع وها هو الآن يحصد .
لا تندم يا صديقي ، ولا تندمي يا صديقتي ، فهم لم يستطيعوا أن يستعبوا ويقدروا حجم النعيم الذي كان بين أيديهم ، فإن أعطيت من كل قلبك دون شرط أو قيد ، كن على يقين أن ما بنتظرك شيئٌ جميل ، لم تتوقعه يوماً ، لأنه من رب العالمين ، فما ظنكم بالله ؟!!!
خيراً أكيييد ، وهل رب الخير يأتي بشيئ آخر، هو غرسك ، وحان حصاده ..
سيدي وسيدتي ، ما رأيكم بترك مسافة الأمان ، لكي تقينا شر الحوادث والكبوات ؟!
ما رأيكم بنشر المحبة والألفة دون شرط أو قيد ؟! ما رأيكم برسم إبتسامة لطفل يتيم أو عاجز فقير ؟! ليكن ما يكن ، المهم النية الصادقة الخالية من الرياء ، هي ما ستتجلى بحياتك ، فأي تجلى تنوي يا بن آدم ؟!!!
أترك مسافة الأمان بينك وبين الجميع ، ليبقى الود بينكم وعلى المدى البعيد …
هي نوايا وتتجلى …

 

 

 

 

بقلم: خولة الطنيجي – ( الإمارات )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com