|  آخر تحديث أكتوبر 6, 2025 , 14:29 م

حرب أكتوبر المجيدة.. ملحمة الانتصار العربي


حرب أكتوبر المجيدة.. ملحمة الانتصار العربي



بقلم: محمد عبدالمجيد علي 

 

 

في السادس من أكتوبر عام 1973، سطر الجيش المصري ملحمة خالدة في تاريخ الأمة العربية، حين عبر أبطاله قناة السويس وحطموا خط بارليف الحصين في واحدة من أعظم المعارك العسكرية في التاريخ الحديث. كان يوم العبور يوماً استعاد فيه العرب كرامتهم، وأثبتت فيه مصر أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن التضحية من أجل الوطن طريق النصر والعزة.

 

 

انطلقت قوات الجيش المصري في تمام الثانية ظهرًا من يوم العاشر من رمضان لتبدأ عملية العبور الكبرى، فاجتاز الجنود قناة السويس ببسالة نادرة، ورفعوا علم مصر على الضفة الشرقية بعد سنوات من الاحتلال. جاءت حرب أكتوبر لتعيد التوازن للمنطقة، وتؤكد أن القوة لا تُفرض فقط بالسلاح، بل بالإيمان والعزيمة والتخطيط الدقيق.

كان النصر المصري تجسيدًا لوحدة الصف والإصرار على استعادة الأرض والكرامة، لتصبح ملحمة أكتوبر درسًا خالدًا في الشجاعة والإقدام.

 

الدعم العربي ودور الإمارات المشرف

 

لم تكن مصر وحدها في المعركة، فقد وقفت الدول العربية الشقيقة بكل ما تملك دعمًا لها، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تبخل بالمساندة المادية والمعنوية.

فقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أوائل القادة العرب الذين أعلنوا دعمهم الكامل لمصر وسوريا في مواجهة العدوان. وقال كلمته الشهيرة التي خلدها التاريخ:

 

> “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي.”

 

 

 

بهذه العبارة عبّر الشيخ زايد عن موقف عربي أصيل، إذ قررت الإمارات ومعها الدول العربية استخدام سلاح النفط للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، وهو ما كان له أثر بالغ في دعم الموقف العربي سياسيًا واقتصاديًا.

 

كما قدمت الإمارات مساعدات مالية ضخمة لمصر وسوريا أثناء الحرب وبعدها، وساهمت في إعادة إعمار ما دمرته المعارك، تأكيدًا لوحدة المصير والموقف بين الأشقاء العرب.

 

 

جسدت حرب أكتوبر روح التضامن العربي التي تربط مصر والإمارات منذ نشأتهما الحديثة. فقد آمن الشيخ زايد أن قوة العرب في وحدتهم، وأن أمن مصر من أمن الخليج، وهو المبدأ الذي ما زال راسخًا في العلاقات بين البلدين حتى اليوم.

 

ولم تتوقف الإمارات عن دعم مصر بعد الحرب، بل واصلت مساندتها في مرحلة البناء وإعادة الإعمار، لتبقى العلاقة بين البلدين نموذجًا للأخوة الصادقة والتعاون المشترك في كل الميادين.

 

تبقى حرب أكتوبر المجيدة صفحة مضيئة في تاريخ العرب، ونقطة تحول أكدت أن الاتحاد قوة، وأن المواقف المخلصة مثل موقف الإمارات تجاه مصر تظل خالدة في ذاكرة الأجيال.

 

تحية إجلال لرجال الجيش المصري البواسل، وللقيادات العربية التي وقفت بكل شرف مع مصر في معركتها المصيرية، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رمز الوفاء والعروبة.

 

 

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com